الاحتراف يعني فلوساً فقط
الاحتراف في الرياضة بشكل عام، وفي كرة القدم بشكل خاص، عند العرب، يعني أمراً واحداً، ألا وهو راتب يسيل له اللعاب، أو عقد ضخم، هذا هو باختصار، وإن فتشت في أغلب العقود ستجد أن البند الأهم فيها هو الرقم الفلكي الذي يدفع للاعب، ولايوجد به أي شيء آخر، حتى البحث عن بنود تحفظ حقوق اللاعب أو النادي ربما لا تجدها، لماذا؟ لأننا باختصار لم نستوعب الاحتراف على أكمل وجه حتى الآن.
لذلك عندما يأتي اللاعب الأجنبي للاحتراف في منطقتنا، فهو يعرف جيداً أنه هنا من أجل المال، وليس أي شيء آخر، إلا فيما ندر، وحتى اللاعب المواطن نفسه يجد نفسه أمام توقيع عقد ليس فيه أي شرط أو رادع، والتركيز يكون في كم سينزل في حسابه آخر الشهر، ولذلك نشاهد العديد من المواهب، ما إن تظهر على الساحة وتوقع عقوداً احترافية، حتى تبدأ رحلة السقوط.
نحن هنا لسنا ضد توقيع مبالغ مالية ضخمة معهم، فهذا حقهم ورزقهم، طالما أن موهبتهم تقدر بهذا الثمن، ولكن نريد أن نرى بنوداً وشروطاً تحمي اللاعب من نفسه ومن الطيران في الهواء بسبب حفنة من المال، وبسبب عدم وجود مبدأ الثواب والعقاب في العقد، نريد عقوداً تضمن للأندية حقوقها، فهي في نهاية الشهر تدفع لهذا الموظف لديها، والذي أتى من أجل الدفاع عن شعار وألوان النادي، ومن حقها أن تعاقبه، لأن كرة القدم دمرت في العالم العربي بسبب أن فلاناً نجم ولن أعاقبه، والضحية هنا النادي والنجم نفسه، لأنه بعد فترة يبدأ مشوار أفوله!
والمصيبة الأكبر هي المحترف الأجنبي الذي ندفع له بالعملة الصعبة، فيأتي إلينا، وبدلاً من أن يكون قدوة للجميع، يصدمك بأنه هو كبيرهم الذي يعلمهم السحر، مثلما حدث في أحد الأندية، عندما شاهدنا لاعب أجنبي يسهر في حفل غنائي مع مطرب مشهور، وأنا لا ألومه، لأن من أمن العقاب أساء الأدب.. لأنه ربما لا يوجد بند في العقد يحفظ للنادي حقه في معاقبة اللاعب إذا سهر قبل المباراة بيوم أو يومين، مثلما ليس هناك بند يمنع اللاعب من السفر دون علم الإدارة أيضاً.
إذا ما أردنا أن نتطور ونطور الاحتراف هنا أو في العالم العربي. فيجب أن تحترف الإدارات أولاً، لأن الإداري المتطوع لم يعد فعالاً في هذا العصر والزمان، وعندما تكون الإدارة محترفة، سنجد عقوداً فيها قوانين، وفيها ثواب وعقاب، وليست مجرد أرقام تودع في البنوك نهاية الشهر.
وسوف أضرب لكم مثلاً لفرق أوروبا الكبرى، ومن ضمن بنود عقودها، أنه لا يحق للاعب أن يمارس خارج الملعب ما قد يعرضه للإصابة، لاحظوا خارج الملعب.. هني ينتهي الكلام!