زوايا

«بياض الويه» يا إماراتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

شخصياً كنت مقتنعاً بأن المنتخب الإماراتي الأحق بلقب دورة كأس الخليج الحادية والعشرين، التي احتضنتها مملكة البحرين، بعد أن شاهدت أسلوب لعبه في الدور الأول للبطولة، حيث خرج بالعلامة الكاملة باستحقاق كبير.

فقد فرض لاعبو الأبيض أسلوب لعب جديد بحكمة المدرب المهندس مهدي علي الذي فرض نفسه كمدرب وطني قدير في البطولة بعد أن عرف كيف يتعامل مع أساليب لعب بقية المدربين مهما كانت قدراتهم الفنية وخبراتهم. لكن مهدي بخبرته مع لاعبي الأبيض تعامل بأسلوب رائع كان مضرب المثل بل جعل الجماهير التي خرجت منتخباتها من الدورة للتعاقد مع مدربين وطنيين، كونهم باتوا الأجدر في قيادة منتخباتهم، إذا ما اعطوا الفرصة والتأهيل، واصبحوا لا يقلون أهمية وخبرة من بقية المدربين.

اصبح الأبيض الإماراتي اليوم فريقاً رائعاً، بكفاءات لاعبيه، الذين فرضوا أسلوب لعب حتى اطلق عليهم "برشلونة الخليج"، ليتوجوا ذلك باللقب عن جدارة واستحقاق، خاصة وان أسلوب الفريق فرض نفسه خاصة بعد أن لعب الفريق أمام الكويت في الدور نصف النهائي، وكان الأجدر للفوز رغم المجاراة الكبيرة للأزرق، لكن الدقائق الأخيرة حسمت النقاط الثلاث للأبيض عبر لاعبيه احمد خليل الذي تألق في التسديد في مرمى الحارس الكويتي.

بينما كانت المباراة النهائية التي حشد الإماراتيين "جيشا" من الجماهير الذي زحف حباً لمؤازرة الأبيض في لقاء كان الأصعب بكل تأكيد، ورغم الخوف من الخسارة، لكن كان هناك أمل كبير في احراز اللقب، ومع الهدف الأول للأبيض في مرمى العراق عبر النجم عمر عبدالرحمن، الذي سجل هدفاً ولا اروع كان صورة اقرب إلى أهداف مارادونا في عز شبابه. لتسير المباراة بصورة ابدع فيها المنتخب الإماراتي بتحركاته وصولاته في المستطيل الأخضر، لكن عناد اسود الرافدين، أراد العودة بالمباراة إلى البداية، عبر هدف السفاح. إلا أن إسماعيل الحمادي قال كلمته عن جدارة واستحقاق بهدف شبيه بهدف إسماعيل مطر في خليجي 18 في مرمى علي الحبسي الذي توج الإمارات بطلة بالكأس الغالية.

الفرحة الإماراتية غمرت مدن وإمارات الدولة من أقصاها إلى أقصاها، والصغير والكبير، فما أروع الإنجاز الثاني على مستوى الخليج، كيف لا وبطولة الخليج، هي بطولة بمقدار مونديال العالم، بنكهتها الخاصة، وتجمع شبابها من الجنسين. بالأمس عادت الكأس إلى ارض الإمارات بعد بطولتين سجلت غياباً عن هذه الأرض، كانت الفرحة كبيرة، والتهاني تنهال على صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وأولياء العهود، وشعب الإمارات.

لقد غمرت الفرحة كل منزل إماراتي، ومن حق هذا الشعب أن يعيش الفرحة، لأن قيادته تدفعه ليكون صاحب الإنجازات العظام، ويحمل الرقم واحد، في سجلاته. شعب تآلف على حب الخير، والمودة، واستطاعت إدارة الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، أن تبني فريقاً بأسلوب ومنهج عمل منذ الناشئين والشباب والآن بالفريق الأول، حتى جعل الكثير من المخططين يعيدون حساباتهم سواء في الاهتمام بالقاعدة من اللاعبين لأنهم الدعامة الأساس لأي عمل يراد له النجاح، فكل شيء يأتي بالعمل والمثابرة والصبر، وهكذا هي الخطط التي تسير على منهاج عمل صحيح.

نبارك لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، بهذا الفوز الذي يمثل تتويجاً لجهود وعمل سنوات ما كان ليتحقق لولا أن القيادة تؤمن بالنجاح والتخطيط الصحيح. فألف مبروك للأبيض و"بياض الويه" يا إماراتي.

Email