وجهة نظر

بساطة بحرينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل شي جميل وبسيط في البحرين، بدءاً من جمال البلد مروراً بطيبة أهلها وطبعاً أجواء البطولة الرائعة التي تحتضنها هذه الأرض الطيبة.. الكل هنا مبتسم وكأن هذه الابتسامة مستمدة من روح فاكهة دورات الخليج الشيخ عيسى بن راشد، هذا الرجل الذي بمجرد أن تراه تشعر بالراحة والسعادة..

نعم هذه هي الروح هنا في البحرين، الكل مستعد لخدمتك ومساعدتك، وهذا ما يمنحك الثقة والراحة في العمل والاستمتاع في نفس الوقت.

وما يزيد الأمور حلاوة هي أحداث البطولة، خصوصاً وأن الحدث الأبرز من وجهة نظري هو خسارة السعودية التي لم يتوقعها الكثيرون رغم تفوق العراق عليهم في المواجهات الثلاث الأخيرة، وآخر فوز للمنتخب السعودي على نظيره العراقي كان في خليجي 18 في الإمارات، أي قبل نحو 6 سنوات، فهل هي عقدة جديدة للصقور وما أكثر العقد في كأس الخليج.

 

أما قصة انسحاب الكويت من بقائها، فأتمنى ألا يحدث ذلك على الإطلاق، وأتمنى أن يكون ذلك مجرد زوبعة في فنجان، وأن يعدي هذا الأمر على خير، كما أتمنى ألا ينعكس مردود هذا الاحتمال سلبياً على نجوم الأزرق في الملعب، لأن من مصلحة البطولة أن يقام لقاؤهم مع العراق، والفريقان يتمتعان بكامل حضورهما الذهني، حتى يستمتع الجميع بمشاهدة مباراة كبيرة وراقية، وعلى ذكر المنتخب العراقي لابد من الوقوف عند اللاعب همام فرج.

هذا الشاب الذي يملك موهبة كبيرة، وأعتقد أنه من أهم مواهب البطولة حتى الآن مع نجم منتخب الإمارات «عموري»، لتثبت لنا كأس الخليج أنها المحطة التي تسلط الأضواء على الجواهر الحقيقة في المنطقة، وهي المسرح الذي يتطلع كل لاعب إلى أن يبرز من خلاله، مثلما قدمت لنا الأسماء العملاقة في السابق مثل عدنان الطلياني وماجد عبدالله وجاسم يعقوب والكثيرين ممن كتبت شهادة ميلادهم دورة كأس الخليج.

 

هذه البطولة التي تجد فيها كل ما هو جميل ومثير وغامض وغريب، ومن غرائبها المتكررة تصريح يكاد يكون مشتركاً لكل المسؤولين عن المنتخبات الخليجية، فعندما يفوز فريقهم لا تسمع سوى «نحن هنا من أجل اللقب»، وعند الخسارة تسمع الجزء المظلم للإجابة «هذه البطولة ودية ونحن هنا لإعداد المنتخب»، وفي الحقيقة الكل يعشق كأس الخليج، والكل يمني النفس بالفوز باللقب، وإلا ماذا نسمي كل هذه الحساسية المفرطة عند أي خسارة، فتجد الجماهير تحزن ضعف أحزانها في البطولات الأخرى، وتجد المسؤولين أكثر ارتباكاً، لأنها باختصار البطولة الأغلى وجدانياً علينا، وبعيداً عن الملاعب فإنها أيضاً تجمعنا بأستاذتنا في الإعلام، وهي فرصة لنلتقي بهم من جديد، لنعبر لهم عن حبنا واحترامنا وتقديرنا لهم، فمنهم تعلمنا الكثير فشكراً لهم من القلب.

Email