صوت من عُمان

الفارس الأحمر بين ويجان والمنامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

ليس من المبالغة القول إن المنتخب العماني هو الأكثر استقراراً من حيث لاعبيه ومدربه بين اقرانه في المنتخبات الخليجية الأخرى المشاركة في بطولة كأس الخليج الحادية والعشرين.

فنسبة كبيرة من اللاعبين تدرجوا في صفوف المنتخب العماني طوال الدورتين الأخيرتين في مسقط واليمن، حققوا في الأولى انجازا لأول مرة للكرة العمانية، والثانية خرج المنتخب بعد تعادلات ثلاثة، رغم ان الفريق كان مؤهلا لمقارعة بقية المنتخبات. لكن كأس الخليج لا تعرف معنى للكبير او الصغير او الاقدمية، بل هي بطولة بنكهة خاصة، تختلف فيها المنافسات بين الفرق المشاركة.

الجماهير العمانية تعيش لحظات صمت قبل انطلاقة البطولة على أرض المنامة، ليس تخوفا مما يخبيه الزمن خلال ايام البطولة، ولكن مفاجأة غياب الأمين علي الحبسي وقاسم سعيد ويونس المشيفري، جعلت الشارع العماني يضع علامات استفهام حول المشاركة المنتظرة، رغم ان الأمل كبير في ظل الكوكبة المتآلفة في صفوف الأحمر، خاصة.

وان الاتحاد العماني اسهم في اعطاء دفعة معنوية للاعبين من خلال تجديد عقد المدرب الفرنسي بول لوجوين حتى العام 2016. بجانب تشجيع اللاعبين بحوافز مادية كبيرة رغم ان رئيس الاتحاد العماني لم يفصح عنها بعد لكن هناك اصرارا من اللاعبين العمانيين على خوض المنافسة بداية من ضربة البداية امام صاحب الأرض والجمهور منتخب البحرين بروح عالية، حتى يعبر جسر اول محطة نحو استعادة اللقب الذي فقده في اليمن السعيد.

هناك عناصر في المنتخب العماني قادرة على الاحلال محل النجوم الثلاثة، ومنهم الحبسي الكابتن، لكن الفريق يلعب كمجموعة وليس كفرد، وهذا ما يعطيه دفعة كبيرة، للعب الكرة الشاملة، خاصة وان اللاعبين يملكون المهارات الكبيرة وهم عناصر محترفة في الدوريات الخليجية فهناك سبعة نجوم محترفة في الكويت والسعودية وقطر.

وبرزت في الآونة الأخير عناصر جيدة من خلال اختيارات المدرب لوجوين من الدوري العماني وبرزت بشكل كبير في المباريات الماضية، ونجحت في الاختبارات، بل واصبحت العمود الفقري في المنتخب، وهو ما شكل اريحية في أوساط الشارع العماني.

لكن اعتراف بول لوجوين بأن مشكلة فريقه هي الدقائق الأخيرة، حيث يخسر او يتعادل فيها، تشكل حالة مؤرقة للفريق ولكن لوجوين كان واضحا في اعترافه، وان ذلك يعتبر همه الأول في تصحيح مسار الفريق. ورغم ان الفريق لم يلعب سوى مباراتين وديتين، فاز امام بنين بهدفين وخسر امام توجو بهدف، لكنها تظل تجارب لتصحيح اخطاء مرحلة او مراكز وتقوية صفوف الفريق فإذا تجاوز لقاء البداية سيكون قد قطع أكثر من 35 % من الطريق نحو اللقب.

محللون يرجحون كفة الأحمر العماني كفارس لـ"خليجي 21"، لكن ضغط المباريات في هكذا دورة، قد يغير الكثير من التحليلات، ويبعد فرق ويقرب أخرى على حساب منتخبات، وسوف تتضح الصورة بعد أول جولة للفرق المشاركة، والتي ستكشف عن الاقنعة التي ينتظرها الشارع الخليجي في العرس المنتظر.

 

 

 

همسة: كأس الخليج ستظل ألقا يطل علينا كل عامين، نأمل من القائمين على البطولة، عدم تغيير موعدها إلى أربع سنوات، لأنها ذات نكهة خاصة ينتظرها البيت الخليجي كل سنتين، فالبطولة، هي من اخذ بتطور الكرة الخليجية ووصلت بها إلى العالمية. هذا الحدث المهم اعطى زخما كبيرا ليس على الصعيد المحلي في المنطقة، بل وصل بها الى العالم العربي، بل باتت تقترب من المتابعة العالمية في ظل تنافس القنوات الفضائية على تخصيص مساحات وتحليلات لتغطيتها.

 

Email