وجهة نظر

تذكرون رومانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل ثلاثة أيام صرح مهدي على مدرب منتخبنا الوطني لإحدى القنوات الخليجية ردا على سؤال المذيعة إن كانت الإمارات ستخرج من الدور الأول في بطولة خليجي 21 أم لا، فأجاب مهدي بكل هدوء لا أملك العلم بذلك، لكني أعرف تماما أن منتخب الإمارات سيقدم عروضا جيدة في هذه البطولة، وأعجبني رد مدرب منتخبنا كثيرا لأن فيه الكثير من العقلانية وهو ما نحتاجه في هذه البطولة تحديداً، ولكن الذي يقلقني هي حالة التفاؤل الزائدة عن حدها لدى الكثيرين وكأن فرق مجموعتنا لا تملك أي حظوظ على الإطلاق.

على الورق الحظوظ متساوية تماما، وفي الملعب الأمور ستظهر على حقيقتها.

ولقاؤنا الأول سيكون مع خصم عنيد هو منتخب قطر والكل يعرف مدى قوة لقاءاتنا مع العنابي الذي إذا ما استثينا فابيو سيزار المصاب فإنه يدخل البطولة بكامل نجومه، وباستعداد قوي بسبب خوضه للتصفيات المؤهلة لكأس العالم، كما شاهدت لقاءه الودي مع منتخب مصر الذي فاز عليه بفارق الخبرة رغم أن المنتخب القطري قدم أداء جيدا، وكان منظماً.

وأنا هنا لا أقلل من شأن منتخبنا بقدر ما أنبه البعض من الوقوع في مطب المباراة الأولى، لأن ما لمسته من خلال متابعتي للشارع الرياضي هو أن الأغلبية يتحدثون عن التواجد في النهائي وتحقيق اللقب، وتناسوا أو نسوا أن أمامنا خطوة عملاقة يوم السبت المقبل، وهي مباراة صعبة جدا مع قطر، إما أن تدفعنا للأمام أو تلخبط أمورنا كلها، وأتمنى أن يعود البعض من سحابة الأحلام التي يتربعون فوقها ويعودوا لأرض الواقع، حيث المباريات والنقاط الثلاث والأداء الرجولي والقتال لآخر لحظة في أول مباراة لخليجي 21.

كل ما أرجوه ان لا ينجرف اللاعبون وراء هذا الشعور فينخدعون، وتكون النتائج صدمة للشارع الرياضي وهنا دور الجهاز الفني والإداري لتحضير الفريق للقاء الأول، فأحلام الجماهير شيء وما سيحدث في ملعب مدينة خليفة شيء آخر، ولا نريد أن يدفعنا الإفراط في الثقة إلى نفق مظلم.

وسبق وأن نوهت أن احترام الخصم هو ما يقود إلى منصات التتويج، ولا ننسى أن لقاءنا التالي بعد قطر سيكون مع صاحب الأرض منتخب البحرين الذي تغير وضعه بعد رحيل الانجليزي تايلور.

نعم لدينا ثقة في فريقنا ولكن يجب أن لا ننسى ولو للحظة واحدة أن البطولة ليست بالسهولة التي نتصورها، وكلنا نتذكر ما حدث مع واحد من أفضل منتخباتنا على الإطلاق عندما فزنا على رومانيا في لقاء ودي وذهبنا إلى خليجي13 في سلطنة عمان كمرشحين للقب بسبب العروض القوية التي قدمناها في المباريات الودية، لكن أحلامنا تبخرت كلها هناك بعد مباراتنا الأولى وكانت مع قطر أيضا واحتل منتخبنا حينها المركز الرابع، والظروف المحيطة بالمنتخب اليوم تشبه ما كانت عليه الظروف عقب مباراة رومانيا الشهيرة من تفاؤل مفرط للأسف، وكل ما أتمناه أن نتفادى أخطاء الماضي وأن لا نكررها.

كرة القدم دروس وعبر فهل من متعظ؟

 

 

Email