وجهة نظر

الدواء قبل «الفلعة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كرة القدم، الإعلام مثل الجمهور تماما فهو من يشجعك ويدفعك للأمام وهو من يستطيع أن ينتقدك، فإما أن تستفيد من النقد أو تتحطم منه، فالامر يعود إلى شخصيتك أنت كمتلق،

وعندما خسر منتخبنا الوطني أمام نظيره العماني في مباراة الافتتاح في خليجي 18 التي استضافتها العاصمة الحبيبة أبوظبي، وقف الإعلام الإماراتي بكل قوة مع الأبيض ومدربه آنذاك الفرنسي ميتسو، ولم يعلق أي إعلامي المشانق لأي جهة بعد تلك الخسارة إيمانا منهم أن الوقت كان وقت تلاحم وترابط، وهذا عهد أبناء الإمارات دائما وقت الشدائد، بل علي العكس قام الإعلام بدور كبير وقدم النصح والنقد البناء وساند المنتخب في الخروج من محنته فتوالت بعدها النتائج الإيجابية بتكاتف جميع الأطراف حتى انتهى المطاف بالتتويج باللقب لأول مرة في تاريخ الكرة الإماراتية.

والآن بما أننا دخلنا أجواء كأس الخليج ندرك تماما ماهو المطلوب من هذا الجانب الحساس سواء كان مقروءا أم مرئيا أم مسموعا لما يحمله من ثقل في دفع كل من دولة الإمارات في المحافل الدولية، نعم المنتخب هو هاجس الجميع الآن في الشارع الرياضي بشكل خاص وفي المجتمع المحلي بشكل عام لما تعنيه هذه البطولة للشعوب الخليجية على وجه الخصوص، ومن حق الجميع أن يمشي جنبا إلى جنب مع الابيض طالما العقلانية موجودة في الطرح ولايوجد مجال للتضخيم، فمن حق الإعلام أن يرشح منتخب الإمارات للفوز باللقب ويمنحه الثقة والدفعة المعنوية كي يدخل الأجواء مفعما بروح التفاؤل، ولكن ليس من حقنا أن نسلب المنتخبات الأخرى حقها في المنافسة لأن ذلك يعتبر عدم احترام واضح للخصم وهو مايقودك إلى الطريق الذي لا تتمناه، وعندما يحيد الإعلام عن الطريق من حق الجميع أن ينتقدوا الإعلام، ولكن أن نجهز الدواء قبل (الفلعة) فهذا الأمر ليس له مبرر إطلاقا.

الحذر مطلوب وعدم المبالغة مطلوبة أيضا ولا أحد يختلف، كما أن حسن الظن في الإعلام المحلي مطلب أساسي خصوصا وأن من شأن إعلامك أن يلعب دورا بارزا في إدخالك للبطولة وأنت رؤيتك وهدفك واضح وبروح وثقة عالية، ولا يوجد سبب للخوف من الإعلام المحلي لأنه كان ولايزال رفيق درب المنتخب ومعه في الحلوة والمرة، فإن أتى الإنجاز سنشترك في الفرحة جميعا وإن حدث ما لا نتمناه أيضا سنكون معا لمناقشة ماحدث بكل موضوعية، بعيدا عن العواطف والتضخيم وتعليق المشانق.

عموما مع الأجواء التي بدأنا نستشعرها لهذا التجمع الخليجي فإن كل مانتمناه أن تتضح الصورة وأن المركب واحد والهدف واحد والأماني في النهاية أن يعمل الجميع للوصول إلى ذلك الشاطئ الذي فيه الكأس وإن حدث ورفعناه فنحن أهلا له وإن حدث ولم نرفعه فكان لنا شرف المحاولة وسنعود للمحاولة بعد أن نتجنب السلبيات.

Email