وجهة نظر

بين الحذر والتفاؤل

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

حالة من الترقب والحذر والتفاؤل أيضاً سادت الشارع الرياضي، منذ إعلان تشكيلة المنتخب الوطني الأول التي اختارها الكابتن مهدي علي لخوض غمار بطولة كأس الخليج، المزمع إقامتها في البحرين الشهر المقبل.

التفاؤل منطقي في ظل النتائج التي حققتها هذه الأسماء مع المدرب الأكثر دراية ومعرفة باللاعبين الكابتن مهدي علي، ولكن الحذر واجب، لأن الكل يعرف أن هذه الدورة لا تعترف بشيء، لا بمستوى ولا باستقرار ولا بحالة فنية، ولا أي شيء آخر في كرة القدم، فهي كالرمال المتحركة تتحرك في كل مباراة معتمدة على ظروف وحساسية اللقاء، وغالباً ما يكون الفريق الأكثر استقراراً والمنتخب المرشح رقم واحد للبطولة هو من يسقط ويفشل، ويكون أول ضحايا التجمع الخليجي الكبير، وعلى النقيض يأتيك منتخب لم يستعد جيداً ولديه مشاكل كثيرة ليفاجئ الجميع ويحصد اللقب بكل سهوله.

هذه هي كأس الخليج باختصار.

منتخبنا ولله الحمد، أثبت في تجاربه الودية الأخيرة أنه جيد فنياً وبدنياً، رغم تكرار بعض الأخطاء الفردية خصوصاً في خط الدفاع، الذي نتمنى أن يضع الكابتن مهدي الحلول المناسبة له ويعالج التصدع الحاصل فيه قبل الذهاب لمقابلة خطوط هجومية في مجموعة منتخبات كلها مرشحة لحصد اللقب، أي أن مهاجميها لم يأتو للتنزه في البحرين.

ونحن هنا لا ندعو للتشاؤم، ولكن هي دعوة لترتيب الأوراق قبل الذهاب لهذا البطولة، خصوصاً أن أغلب عناصر المنتخب يشاركون فيها لأول مرة، وهذا الأمر أراه جيداً من وجهة نظري، كون اللاعبين لن يشعروا بضغوط كبيرة مثل باقي المنتخبات، التي يعرف لاعبوا منتخباتها أن هذه البطولة ثقيلة جداً من الناحية النفسية عليهم..

وخصوصاً أن منتخبنا وبنفس الأسماء وبنفس المجموعة شارك في الكثير من البطولات. أي أنهم عاشوا الأجواء نفسها مراراً وتكراراً مع مختلف الظروف، وفي كل مرة كان التألق والانتصار حليفهم إلا إذا استثنينا الأولمبياد.

ولكن تبقى هناك نقطة مهمة وأخيرة، تمنينا وجود عنصر الخبرة في خط الدفاع، نحترم قرارات الكابتن مهدي علي، فهو أدرى باحتياجاته وأعرف بالأدوات التي بين يديه، ولكن واقع الحال يقول هذا وعلينا الصبر والمتابعة، فالمنتخب مقبل على معسكر استعدادي قبل الذهاب للمنامة، ونتمنى أن يكون هذا التجمع ناجحاً بكل المقاييس والانطلاقة الحقيقية نحو المنافسة بقوة على اللقب، فنحن في زمن لا نقبل بالمشاركة المشرفة فقط، بل نبحث عن الذهب مع هذا المنتخب الذهبي الذي يعشق منصات التتويج.

أخيراً، وقبل الختام يجب ألا نغفل أبداً عن التحضير الذهني ليس للبطولة وحسب، بل للإعلام الجبار الذي سيحضر في البطولة، ويجب ألا ينساق اللاعبون خلف ما قد يثار هناك، خصوصاً البهرجة الزائدة التي تقود دائماً للإفراط في الثقة ومن ثم الوقوع في المحظور.

نريد من لاعبينا التفرغ للاستمتاع بلعب الكرة فقط في المنامة.. وليس لشيء آخر.

Email