صافرة البداية
يكثر الحديث هذه الأيام عن نادي الوصل، والمتغيرات الجديدة وفض الارتباط مع مارادونا وعن سلوكيات اللاعبين، والنطحات الشهيرة بل يتشعب الموضوع حول سلوك بعض العناصر المندسة بين الجماهير ونقل العديد من المباريات حتى أصبحنا نشتاق لأن نشاهد الوصل يلعب على استاد زعبيل، وعن الملفات العالقة على طاولة إدارة الوصل الجديدة، وهل مؤشرات النجاح حاضرة في القلعة الصفراء أم لا تزال الأمور ضبابية ويغلفها الكثير من الغموض؟.
أولا التغيير الإداري لم يكن يحدث لولا النطحة الشهيرة وخسارة اللقب الخليجي الذي كان في "الجيب"، فالخسارة عصفت بكل الجهود السابقة وذهبت بالأحلام أدراج الرياح، وجاءت التشكيلة الجديدة وعلى عاتقها تركة ثقيلة، لأن الوصل ليس مجرد ناد وليس مجرد مدرسة بل جامعة خرجت الأفذاذ من المبدعين في سماء النجومية، استقرأوا التاريخ وتأملوه.
فالوصل ليس مجرد وشاح أو لون أو قميص، هو ناد لم يؤسس إلا للوقوف على منصات التتويج، ناد لا يستطيع أن يعيش في الظل أبداً، لهذا فقيادة ناد بهذا الحجم يعتبر أمراً في غاية الصعوبة ، خصوصا إذا ما علمنا أن عيون الصحافة العالمية أصبحت تنظر للوصل ممثلاً في مارادونا، وتنظر لمارادونا ممثلا للوصل، فالنجاح والإخفاق يطرق أسماع الإعلام العالمي، قبل الإعلام المحلي لقيمة الأسطورة عالمياً.
ضربة جزاء
لعل أهم الملفات الآن وأكثرها إلحاحا ملف تعديل سلوك اللاعبين ، الذين بدأوا ينطحون الآخرين بدلا من أن يناطحوا البطولات والأحلام والأمجاد ، بدأت السلوكيات بماجد وانتقلت لراشد ونرجو أن لا يكون الحبل ع الغارب ، وتصبح موضة الجميع كما حدث من موضة صبغ الشعر بالطريقة المقززة ، والتي أتمنى أن لا يخرج لنا من يضع الصبغ في خانة ( الحرية الشخصية ) لأننا سئمنا هذه الأسطوانة المشروخة .
ورحم الله زمان محمد راشد العتيبة رئيس لجنة المسابقات الأسبق والذي كان يتصيد هذا الخروج بالعقوبات ، للدرجة التي كان فيها دورينا خاليا تماما من هذه الصيحات المقززة ، أما سلوك القلة المندسة بين الجماهير الصفراء فتصيدها واستبعادها أو بترها أولى أوليات الإدارة الجديدة ، فقد أصبح خروج البعض واضحا وجليا للدرجة التي نقلت مجموعة من المباريات خارج ملعب زعبيل بعد استنفاد العقوبات المالية لهذا نقولها بعلو الصوت ترويض لاعبي وجماهير الأصفر مطلب حيوي بعد أن أصبحت حكايتهم نغمة نشاز سلوكي للأسف وأعرف أن هذا يغضب الكثيرين لكنها الحقيقة.
صافرة النهاية
السؤال المطروح الآن هل نجح مارادونا في مهمته التدريبية أم أنه أصبح معطلا للقدرات الفنية للاعبيه ؟ سؤال إجابته فيها الكثير من الملابسات ، فنجاحه لا يقاس فقط بالجانب الفني ، لننظر لريال مدريد وشعبيته الجارفة وبرشلونه والعشق المتناهي على كوكب الارض ، لا يزالان يبحثان عن المزيد من الجماهيرية والشهرة من خلال مباريات إعدادية تقام إما في أمريكا أو في شرق آسيا ، لاستقطاب العديد من الجماهير والمشاهدين والمحبين ، للدرجة التي أصبح فيها مانشستر يونايتد الانجليزي يلعب ظهرا بتوقيت جرينتش ، نعم الوصل ليس مدريد وليس البرشا والمان يونايتد هذه حقيقة .
لكن أن تجد من يتابعك الآن في الأرجنتين ، فهذا نصر كبير وعندما تجد من يتابع أخبارك ومدربك الأسطورة على مستوى كل الإعلام العالمي فهذا نجاح ما بعده نجاح ، إذن تجربة الأسطورة رائعة بحلوها وبمرها ، ولكن النجاح الفني له أدوات ومهارات وقدرات يجب أن توضع على طاولة المدرب قبل التفكير في تقييم التجربة .
حكمة اليوم
ليس من الصعب أن تُضحِّي من أجل صديق .. ولكن من الصعب أن تجد الصديق الذي يستحق التضحية !!!