صافرة البداية:

نعترف بجنون كرة القدم وبمفارقاتها، ونعترف أنها قادرة على قلب التوقعات وضرب التنبؤات عرض الحائط، لهذا سميت بالمجنونة، ولكن ما حدث في زعبيل كان ضربا من الخيال، لم يكن جنون كرة القدم حاضرا، إنما جنون احترافنا الأهوج الذي يمشي خبط عشواء، احترافنا الذي بدأ بلا هوية ولا يزال كذلك، احترافنا الذي كان يحبو لكنه للأسف وبعد مرور أعوامه الأربعة لا يزال يحبو أي ثقافة احترافية تلك التي يحملها ماجد ناصر (قلب الأسد) وأي أسد بداخله، هذا الذي يمثل جيلا وعلما ووطنا، هذا الذي أصبحنا لا نستطيع أن نستأمنه على تسعين دقيقة .

هذا الذي لم تجف بعد عقوبة (طراق كيكي) فعاد لتعود الفوضى، عاد لتعود الاسطوانة المشروخة الخروج الدائم والصريح على قواعد الآداب والأخلاق والثقافة الرياضية، أتساءل: لاعب بهذه العنجهية الجاهلية أيصلح لحمل آمال شعب بأكمله، لم يعد يطاق ما يفعله بل إن ما يفعله قمة في التقزز الرياضي، بل انه الاشمئزاز بذاته، ماجد ناصر لم يعد بحاجة لملعب بل لم يعد بحاجة لارتداء أي قميص رياضي، فليرتدي بعدها ما يشاء لأنه يمثل حقيقة الفيلم العربي عودة الابن الضال، لكن عودته أصبحت قمة الضلال فقد طعننا في الخاصرة طعنة نافذة مؤلمة لا تنسى.

ضربة جزاء:

ضاع الحلم وأُجهض المولود الذي كان ينتظره مارادونا بالزي الأصفر، كان دييجو على موعد مع كتابة التاريخ بقلم أصفر وبهوية إماراتية وفي دار زايد وفي دانة الدنيا، حتى التلازم بين البطولة الأولى ومارادونا ضاع ، كما ضاع الحلم الذي راود الجميع بفعل فاعل، من يعتب على الإدارة أو على مارادونا مخطئ ، فالعائد بفوز عريض من ملعب المحرق البحريني ، ماذا ينتظر غير التتويج والذي أعدت له العدة كاملة ، لم نكن تحت الضغط حتى يخرج علينا من يلوم الإدارة أو مارادونا ، ولسنا الباحثين عن أعذار لكن يبدو أننا لم نروض قلب الأسد ، فثار وقلب طاولة البطولة على مستحقيها، آه كم هو مؤلم أن تكون البطولة قريبة وبطريقة قاب قوسين أو أدنى وتنتزع مبروك وألف مبروك للمحرق البحريني وخيرها في غيرها للوصل العزيز.

صافرة النهاية:

أمم أوروبا مدرسة من مدارس الفن والذوق ، أمم أوروبا ليست مجرد بطولة رياضية وكفى بل هي ثقافة ضاربة في الجذور، فيها من كل شكل ولون، فيها من كل حدب وصوب فيها الطعم والرائحة، فيها التكنيك والتكتيك، من يتابع التحليلات والمانشيتات الرياضية يصاب بالإحباط مما يكتب عندنا، لديهم احترافية عالية في كل التفاصيل، فهم يبحثون عن تفاصيل التفاصيل ، يطوعون الثورة العلمية للتدريب والتحكيم والإدارة، يحللون بعمق كبير وبكلام قليل، أما عندنا فالعكس تماما، هي دعوة للاستمتاع بكل شيء ، بطولة لا ينقصها إلا الجاران الأرجنتين والبرازيل لتكون البطولة الأقوى من المونديال ، إسبانيا بسحر برشلونة ، وإيطاليا بإيقاع الكالتشيو ، وهولندا بطعم البرتقال ، وانجلترا بالصخب الإعلامي المثير ، والبرتغال بالفتى المدلل رونالدو ، كل ذلك في بطولة واحدة تغنيك عن المونديال لأنها أصل الفن والإبداع.

حكمة اليوم :

لو ألبست الضفدعة تاج الملك وأجلستها على العرش ستقفز حتما نحو المستنقع !!!!!