صافرة البداية
وانفض السامر وباح دورينا بكل الأسرار، كشهرزاد التي أدركها الصباح، واكتحلت عين الدوري بالبنفسج ورفع جمهوره لافتة مكتوب عليها «العين تعلو على الحاجب أحياناً»، وكان مشهد الختام يفوق الخيال، لأنه العين الذي يغيب أحيانا بطريقة استراحة المحارب، لكنه عندما يعود تعود الحياة لدورينا، وزد على ذلك ابتكارات جمهوره العاشق حتى الثمالة، والذي أحدث حراكا مميزا بالتقليعات والصخب والروعة ومجموعة التكريمات اللافتة.
وبعد الابتسامة العيناوية نزلت دمعتان، إماراتية لفريق ناضل حتى الرمق الأخير، وشرجاوية لملك أصابه الإعياء، لأنه لم يعد قادرا على إنجاب النجوم من صلبه، فراح ضحية هجرة آخر اللاعبين المتميزين، وبقي العميد الأزرق، البطل غير المتوج، والذي استرد عافيته بعد ربع قرن.
ظن فيه أنصاره انه مصاب بالشيخوخة المبكرة وهشاشة العظام، لكنه قام قويا مرعبا، ليقول انه لا تزال في قصة الإبداع فصول أخرى لم تقرأ بعد، وإن مشهد التتويج قادم لا محالة، أما الجزيرة فقد اكتفى بأغلى البطولات وصدارة لتمهيدي مجموعته الآسيوية، وخروج بضربات الحظ العاثر من دور الستة عشر، في موسم لم يلامس الطموحات والآمال بكل تأكيد، وقد خرج الجوارح بذهبية خليجية رائعة.
وفضية كأس الاتصالات، واجتهادات فنية وإدارية، أما الإمبراطور فلم يكن مقنعا محليا، لكنه على بعد خطوة من نهائي خليجي متوقع ستكون له ولجماهيره العاشقة كطوق نجاة، من موسم لم يعد فيه إلا إنجاز وحيد، هو وجود أسطورة كرة القدم ماردونا في أروقة قلعته الصفراء، أما بني ياس فيبدو أنه يترنح، وأن لعنة البنزرتي مازالت تطارده، أما عجمان، الذي يُدرك تماما حجم التوقعات، فكان واقعيا وهو يتلمس خطاه، في طريق تحقيق الأهداف، فجاءت نتائجه مرافقة لأهدافه دون زيادة أو نقصان.
ضربة جزاء
بكل تأكيد الوحدة الذي يصيبك بالعجب وأنت تتابع محنته وتقرأ مشكلته، لأنه في الأساس ليس لديه مشكلة، فهو الذي يمتلك مدرسة تفريخ مثالية، وفي كل عام يقدم لنا أسماء لامعة، فكيف يخرج خالي الوفاض من بطولات أربع ؟ إنها علامة تعجب كبيرة.
يبقى الأهلي دائما هو فرس الرهان في كل السباقات، والذي تذكر أخيرا أن الموسم بدأ يلملم آخر أوراقه، فلحق كيكة البطولات ببطولة لا تسمن ولا تغني من جوع، لأنه يمتلك كل المحركات القادرة على إحداث الفارق، ولو سألت الجميع أين يكمن الخطأ، لكان اللغز الحقيقي لدورينا الذي يعجز عنه كبار المحللين وجهابذة التدريب، أما دبي فكان بحق نجم جولة الختام، باصطياده الجزيرة في عقر داره، فأبقى على آماله محترفة لعام آخر .
صافرة النهاية
كم هو جميل أن يتحد جميع الرياضيين للقضاء على آفة، أو دعم مبادرة أو تمويل حملة للسكر أو السرطان أو الثلاسيميا، عافانا الله وإياكم، وهذا ديدن موجود في كل ملاعب العالم، ويقوم بهذه المبادرات كبار اللاعبين، لكننا هنا لم نسمع عن لاعب قام بمبادرة تلامس قيم الفضيلة أو ترفع مستوى الوعي، أو تمسح دمعة يتيم، أو تخفف أنة متألم، ولم نسمع أيضا عن مؤسسة رياضية كانت لها أي مبادرة من هذا القبيل، فهل نبدأ بالتفكير بمبادرات إنسانية تكون كفيلة بخدمة هذا الوطن المعطاء؟ مجرد سؤال.
حكمة اليوم
أخطاء الآخرين دائماً أكثر لمعاناً من أخطائنا! (مثل روسي)