صافرة البداية:
كثر الحديث عن مشهد صراع انتخابات رئاسة اتحاد الكرة ، وهو المشهد الذي لم نألفه سابقا خصوصا وما سبقه من أحداث، في أشرس عملية انتخابية تشهدها الساحة الرياضية، وما رافقها من أحداث واتهامات وتشكيك في قانونية مشاركة السركال، وكل ذلك بالقانون واللوائح والطعون، وما اعتمد عليه المخضرم عبد الله حارب من وقائع استقاها من لجنته المشكلة، التي كنا نظن أنها هضمت العملية الانتخابية للدرجة التي أصبحت قادرة على تسيير دفة الانتخابات بالريموت كونترول، فمن استمع لحارب ولمرافقه القانوني ظن أن الفوز بالضربة القاضية مجرد وقت.
وأن ما يحدث من المرشح الآخر من تحركات كلها كانت تحت السيطرة، لكننا شهدنا انقلابا للصورة كذلك الهرم الذي لا يعدله إلا عبد الله حارب فقط، لأنه أجاد قراءة الواقع وإشكالياته معتمدا في ذلك على تاريخه المليء بالخبرات، لكنه سقط وأضع كلمة سقط بين قوسين كونه اعتمد على لجنة كانت تجمل الصورة، ولم تقرأ المشهد بالعيون الملونة القادرة على وضع الحقيقة الكاملة، للدرجة التي تذكرنا فيها تصريحات محمد الصحاف وزير الإعلام العراقي إبان الحرب على العراق.
نعم هناك إثراء جميل وصخب رائع وإعلام كان مشدودا بتفاصيل التفاصيل، للدرجة التي جعلت الكل يتسمر بجانب التلفاز للتعرف على الفائز المظفر في السباق المحموم، شكرا عبد الله حارب كنت نجم المشهد وإن أخفقت في النتيجة، ومبروك ليوسف السركال الذي تعامل بالهدوء الذي سبق وتلي العاصفة بخبرته الكبيرة التي توجته سابقا لمناصب قارية متميزة، وكم كان المشهد الأخير الذي انتهى بالعناق والتباريك هو المشهد الأجمل ونعترف أننا عشنا أياما صاخبة جميلة.
ضربة جزاء:
الجزيرة هو حامل الآمال الإماراتية في الصراع الآسيوي القادم ، الجزيرة يملك الخبرات والطاقات والمهارات والأدوات التي تجعله يقف في مصاف كبار آسيا دون عناء،وهوالفريق الذي يستطيع أن يشق طريقه نحو القمة بقوة الدفع الذاتية، من دون الحاجة للمحركات الإضافية، الجزيرة ليس مجرد نادي وحسب بل هو أكبر من ذلك بكثير.
وفي اعتقادي أن ما يحتاجه هذا المارد هو الإعلان عن قوته الحقيقة، وإظهار القوى الخفية الكامنة والتي تحتاج فقط للدعم الجماهيري والمزيد من الثقة في القدرات، النادي الذي يملك الفكر الإداري الذي أدانت له بريطانيا العظمى، الفكر الذي قال للعالم نحن قادمون من قلب الصحراء لنقود الإبداع حتى في عاصمة الضباب، لهذا أصبحت مؤمنا بأن قميص الدوري المحلي أصبح ضيقا عليه كثيرا، وأن آماله يجب أن لا تبقى حبيسة في المدرجات الإماراتية.
صافرة النهاية:
بني ياس الذي كشر عن أنيابه الآسيوية فكان بحق مفاجأة الجميع ، بني ياس الفريق الواقعي في أحلامه وطموحاته وأهدافه، بني ياس الذي سيواجه هلال المملكة بسلاح العزيمة والإرادة، بني ياس الذاهب بواقعيته ليحقق أفضل نتيجة في شوط الذهاب ، ليفكر بعدها كيف سيتعامل مع شوط الإياب، وهو القادر على إحداث المفاجأة الكبيرة.
حكمة اليوم :
يقولون في إيطاليا: من يتكلم يزرع ومن يصمت يحصد!