صافرة البداية:

دخل غوارديولا الكامب نو مغموراً، وخرج كأحد أساطين وأساطير كرة القدم في وداع تاريخي، تعودنا أن نشاهده لنجوم الكرة لا للمدربين، ولكن إبداعاته دعت الجماهير للخروج عن وقارها، فكانت ليلة من ليالي الخيال وقدم البرغوث الصغير أحلى هداياه برباعية من ماركة ميسي، نعم هناك من شكك في قدراته بأنه وجد فريق الأحلام جاهزاً فكان حاصداً للنتائج، وأنه نجح بورقتي الحظ وميسي، لكنه أثبت أنه «مليان» كرة قدم من رأسه حتى أخمص القدم، بل إن ما حققه في أربع سنوات كاتالونية عجز عنه الكثير من جهابذة التدريب والتكتيك، لهذا استقبلته الجماهير البرشلونية في ليلة الوداع استقبال الفاتحين، فهو الوحيد، الذي ربط الأداء بالنتيجة وبملحمة الاستحواذ العجيب، فكان بحق أحد من وضعوا خارطة جديدة لكرة المستقبل، والتي تعتمد على المهارة وتوزع الأدوار وهضم الأسلوب واللعب بطريقة الـ«بلي ستيشن».

 

ضربة جزاء:

أصبح ميسي شوكة في حلق كريستانو رونالدو، خصوصاً في سباق التتويج بلقب أفضل لاعب في العالم، ويبدو أن اللقب الرابع حزم حقائبه ليحل ضيفاً لسنة رابعة على التوالي في خزائن ميسي، ليصبح استثناءً حقيقياً في كرة القدم، ويؤكد مقولة كل المتابعين بأنه قادم من كوكب آخر، بل هو من جينات عُجنت بماء الإبداع والإمتاع، ميسي المهووس النهم بتحطيم الأرقام القياسية بخمسين هدفاً في الليغا الإسبانية، ولا يزال هناك متسع لإضافة المزيد في الجولة المقبلة، ميسي المسكون بكرة القدم صاحب القدم الطولى لاستضافة لقب هداف أوروبا بأهدافه الأربعة عشر، ليكون قمر أربعة عشر في كماله ودلاله، ليعلن صراحة بموهبته أن ما بيني وبين مارادونا فقط حمل كأس العالم، وإلا فما قدمه حتى الآن وهو ابن الرابعة والعشرين يفوق بكثير ما قدمه الأسطورة مارادونا.

 

صافرة النهاية:

النصر وزينغا والنجاح، ثلاثة توائم متجانسة في الصفات الوراثية، والخماسية الجزراوية خير دليل على ذلك التجانس، فمنذ متى نشاهد العنكبوت يسقط على ملعبه ويصبح بلا حول ولا قوة، بل منذ متى نشاهد الأبيض والأسود متفرجاً على إبداع غيره في ملعب استاد محمد بن زايد، ومنذ متى يتلاعب النصر بخصومه بهذه الكيفية، إنه أسلوب ممنهج ومرسوم ينفذه اللاعبون بعقلية احترافية، أفشلت تنبؤات كل المحللين، الذين وصفوا تكتيكات النصر بأنها تكتيكات دفاعية، لكنه أثبت أنه هجومي الطابع، ولعل احتلاله للمركز الثاني جاء تتويجاً للجهود، ولم يكن زينغا إلا بقدر الثقة بعد أن كانت ورقة الطلاق قد وقعت في بداية الموسم، لولا تدخل بن غليطه، القادم الجديد في أهم قراراته وأهدافه الرامية للاستقرار، فالعميد يسير بمؤشرات تصاعدية نحو منصات التتويج، ليعود مجدداً بعد ربع قرن من القحط الكروي ليقول بأن المستقبل سيكون أزرق الملامح، وستعود عقارب الساعة مبتسمة نحو روعة البدايات.

حكمة اليوم:

الحب الذي يتغذى على الهدايا يبقى جائعاً على الدوام!!!