بدأت مؤشرات الوعي الجماهيري بالارتفاع بشكل ملفت، وبطريقة تدعوا للفخر والاعتزاز، وبدأت تعابير الحزن والفرح تبدو واضحة المعالم، بداية باللافتات والشعارات المعبرة والأغاني والأهازيج والتقليعات ورسم الوجوه، وقد يكون لبرنامج الجماهير الذي يقدمه المذيع اللامع حسن حبيب عبر قناة دبي الرياضية دورا مؤثرا في ارتفاع كل المؤشرات والمعدلات، فلم يعد التشجيع مجرد أغانٍ جوفاء، بل أصبحت ثقافة مقننة يقودها من يتفنن في تقديمها بالطريقة المثلى، أضف لحجم المنافسة على الجماهيرية بين الجماهير، هذه مجرد مقدمة للدخول في آلية التعبير الجماهيرية التي ابتدعتها جماهير الوصل والتي وقف الجميع مبهورا لهذه اللفتة الرائعة، وهذا التعبير الصادق من جماهير كانت وما زالت مضربا للمثل الرياضي وللروح الرياضية، حتى لو شابت شائبة بعض القلة الدخيلة ممن اندس مع الصادقين منهم.

ضربة جزاء:

فما زالت صورة الجمهور الأصفر في تلك الليلة التي عبر فيها عن ما يجيش بقلبه من حب وتفانٍ، عندما قررت اللجنة التنظيمية للبطولة الخليجية أن يلعب الوصل دون جماهيره في إستاد زعبيل قبل سنتين، عندها تفننت هذه الجماهير في تقديم نفسها باحتشاد لا مثيل له خارج الملعب لتقول للجميع وخصوصا اللاعبين نحن معكم قلبا وقالبا، ندعم جهودكم حتى لو كنا محرومين منكم فكانت البطولة الخليجية خير تتويج لتلك الجماهير التي غنت وهتفت وقالت بل وقدمت أحلى نماذج الوفاء حتى لو كانت خلف القضبان.

صافرة النهاية:

هنا عادت وفي إستاد آل مكتوم لتقول كلمتها التعبيرية بمنتهى الحضارية والمثالية والرمزية، فخرجت لمدة 6 دقائق معلنة عن رفضها لقرارات لم يحالفها الصواب، كيف لا وجمهور الوصل عوقب قبلا بالغرامات ونقل المباريات، وكان قبلها قد أوقف حارسهم الهمام 17 مباراة نتيجة خروجه عن النص مع مدرب النادي الأهلي كيكي، تقبل الجمهور العقوبة شكلا لكنه رفضها موضوعا، فلم تكن العقوبة عادلة لأنها أضرت بالنادي، وخففت وطأت العقوبة المالية على اللاعب المخطئ، فكان العقاب للإمبراطور لا لحارسه الهمام، هنا أحس الجمهور الأصفر بترصد وتعمد ومحاولات لإيقاف عربة الإبداع، وتوجست خيفة أن هناك من يعرقل المسيرة، ويضع العراقيل والأشواك في طريق إمبراطور الأندية الإماراتية، لهذا كانت رائعة وهي تعبر بطريقة حضارية عن الغضب، دون أي إخلال بالأمن والنظام بل ضربا لأروع أمثلة الوفاء والعشق، هو هكذا دائما عندما يعشق، هو هكذا عندما يبدع، هو هكذا عندما يبتكر، بل هو هكذا عندما يتألق، وليت الأمر بيدي لأعطيته كأس الإبداع الجماهيري، وللجماهير البنفسجية كأس الإمتاع، فقد قدموا موسما استثنائيا فريدا دعي بعمدتهم (محمد راشد) للاعتزال من فرط الجهد المبذول في موسم الحصاد.

حكمة اليوم:

كثيرون لا يعلمون أن التخمة أكثر فتكا من الجوع!