صافرة البداية:
أحتاج لألف قبعة لأرفعها، واحتاج كذلك لانحناءة احترام وتقدير للمبدع المتواضع بيب غارديولا مدرب برشلونة، الرجل الذي غير ملامح خارطة التكتيك في كرة القدم، وقدم وجها مغايرا للإبداع الكروي، الرجل الذي ربط بتلقائية غريبة العزف المنفرد بالنتيجة، بل أصبح ما يفعله أحد أسرار كرة القدم الحديثة التي تحتاج لسنوات للكشف عنها، قد يستغرب الكثيرون كم الإطراء لمدرب في لحظة الخسارة أمام الغريم اللدود الريال الملكي، في لحظة فقد فيها البرسا الليجا الأسبانية، ولكن غارديولا وقف بتواضعه شامخا، فلم يفقد ثقته بنفسه وفريقه بل تحدث بلغة الواثق وهنأ الريال ومدربه المتعجرف مورينيو، وأدار ظهره لليجا وبدأ يفتح ملف تشلسي في دوري الأبطال، أظهر الرياضي الذي تشرب بسمو أخلاق الرياضة وروحها، نموذجا رائعا للرياضي الناجح، ولا أحتاج أن أعدد إنجازاته التي تجاوزت 13 لقبا في أربعة أعوام، في حين لا يزال من هرم وشاب شعره في المستطيلات الخضراء لم يحقق نصف هذا الرقم.
ضربة جزاء:
نصف نهائي دوري الأبطال الأوروبي بات ينادي الغريمين الأسبانيين الريال والبرسا، كل الظروف والمعطيات تقول بأن النهائي أسبانيا خالصا، بالرغم من خسارة الشوط الأول، وستعود الكرة الأرضية بعد أيام لتنقسم مرة ثانية بين ميسي ورونالدو، وبين جارديولا ومورينيو وبين البرسا والريال، إنها ظاهرة غير مسبوقة، فلم تقدم كرة القدم في تاريخها إجماعا على أحقية فريقين فقط في المنافسة وكسب ود القلوب، ولم ترتدي المعمورة قميصين لفريقين كما يحدث الآن، ولم يسبق أن حُطمت الأرقام القياسية بهذه الطريقة، أو خرج مدربا من بيضته وفي سنته الأولى ليصبح المدرب الأفضل في العالم، ولم يحدث أن أصبح مترجما الرقم الأصعب في عالم التدريب وصاحب الأرقام الفلكية في العقود والأرباح، نعم إنها ظاهرة تستحق الدراسة، الليجا الأسبانية تقدم الأنموذج الأكمل في كرة القدم، بطلة العالم وأوروبا على مستوى المنتخبات، وهي كذلك على مستوى مونديال العالم وأوروبا للأندية، تكامل غير مسبوق، لحوارات كروية أصبحت حديث العالم أجمع، فعندما يلتقيان تتوقف عجلة الزمن عن الدوران، وكم سنكون سعداء لو جادت كرة القدم بكلاسيكو آخر ولكن بطعم أوروبي خالص.
صافرة النهاية:
سلة الأهلي ظاهرة جديدة في الإمارات، تستحق الالتفات والتأمل فثلاث بطولات متتالية في موسم واحد، وفضية بطولة دبي الدولية، البطولة التي كنا ننظمها لنتفرج على فنونها ونجومها، الأهلي غير المفهوم السائد، وأصبح أول ناد إماراتي يتجرأ ويقف في المباراة النهائية ليلعب على الذهب والفضة، الأهلي يقدم منهجا جديدا وجيلا جديدا، فعبد اللطيف الصغير والشقيقان محمد وسعيد مبارك وقيس الشبيبي وعيال خويدم ومن ورائهم العملاق الشيخ سامب النجم الذي وقف في يوم من الأيام بجانب كوبي براينت نجم "إن بي أيه" الأميركي الشهير، بالإضافة لجهاز فني وإداري متمكن ورؤية ثاقبة من الحمادي الذي يقود إبداع الألعاب الجماعية، مبروك لكرة السلة هذا المارد الجديد في زمن كرة السلة التي تعيش فعلا أسعد أيامها وعصرها الذهبي، فالشارقة بطل الأندية العربية والشباب بطل الخليج والأهلي وصيف بطولة دبي والقادم أجمل بكل تأكيد.
حكمة اليوم:
من يُسمِعك الكلام المعسول يطعـِمك بملعقة فارغة!!