وجهة نظر

الشرطة والجيش والمونديال

ت + ت - الحجم الطبيعي

في السنوات الماضية التي كنا نمني فيها النفس بتواجد منتخبنا الوطني في بطولات كأس العالم، بعد الصعود الشهير من الصين إلى مونديال إيطاليا 90 بقيادة الطلياني ورفاقه، ظهر حكمنا المونديالي "على بوجسيم" الذي سجل حضوراً قوياً ومتميزاً وسطر تاريخاً ناصعاً ومشرقاً للتحكيم الإماراتي والعربي والآسيوي في أول تواجد له كحكم ساحة في أمريكا 94، وواصل تألقه بعدها ممثلاً للإمارات في فرنسا 98 وكوريا واليابان 2002، وكان تواجده مشرفاً.

 ضبط بصفارته الذهبية الملعب ببراعة واقتدار، ولم لا وهو الضابط في وزارة الداخلية وخريج مصنع الرجال. تميز بقوة الشخصية والحزم وحسن التصرف في اتخاذ القرارات، ومن مصنع رجال القوات المسلحة أكمل مشوار التواجد الإماراتي في المونديال كحكم مساعد حكمنا "عيسى درويش" في ألمانيا 2006، وزميله "صالح المرزوقي" كحكم مساعد أيضاً في جنوب إفريقيا 2010.

مع الخروج المبكر والمتكرر لمنتخبنا الوطني من التصفيات، دائماً هناك من يخفف عنا مرارة الحرمان، فقد اختار "الفيفا" حكمنا الدولي "علي حمد" وهو ضابط شرطة برتبة مقدم ضمن سبعة أطقم آسيوية مرشحة لإدارة مونديال 2014 في البرازيل، التحق حمد العام 1989 بشرطة دبي، وفي 1998 التحق بدورة صقل الحكام التي حاضر فيها علي بوجسيم، فكانت بداية انطلاقته وتطلعه نحو تمثيل الإمارات في أكبر البطولات العالمية، حتى وصل إلى غايته ووقع عليه الاختيار ويكون أحد المنتمين للسلك العسكري المتواجدين في المونديال، وصلة العسكريين بالمونديال ممتدة، فالحكم الإنجليزي "هيوارد ويب" المميز والشهير الذي أدار نهائي مونديال جنوب إفريقيا بين إسبانيا وهولندا 2010، قبل إدارة نهائي أبطال أوروبا بنفس العام، كان رقيب شرطة في مدينة "روث رهام" الإنجليزية، وقد أدار ثلاث مباريات في جنوب إفريقيا ولم يشهر فيها بطاقة حمراء ولم يحتسب أية ركلة جزاء.

ولاقتراب فترة إعداد حكمنا الدولي "علي حمد" في مايو المقبل فمن المؤكد أنها تحتاج إلى جهد مضاعف وجدول زمني يتضمن كافة متطلبات الإعداد وصولاً إلى الجاهزية التي تضمن الظهور المشرف لثاني حكم إماراتي على الساحة العالمية تسند إليه المهمة بعد "علي بوجسيم" ويتبوأ مكانة مرموقة على مستوى العالم، فإعداد "علي حمد" وتجهيزه يجب أن يلقى اهتماماً واسعاً ودعماً قوياً من الجميع ومساندة معنوية ومادية تكون وقوده لتحقيق الهدف وتشريف الإمارات في أكبر البطولات العالمية.

ولأن الفيفا يشترط تعيين محاضر ومدرب لياقة محلي للتواصل معه بشأن الترتيبات المطلوبة، فعلى صاحب الصفارة الذهبية اختيار الأنسب والقادر على تقديم الدعم المطلوب لاستيفاء كافة الشروط التي تجعله جاهزاً لإطلاق صفارته في مونديال البرازيل.

ونصيحتي له التواصل مع صاحب المشاركات الثلاث المتتالية الناجحة المونديالي "علي بوجسيم" والتعرف على تجربته الثرية والاستفادة من خبراته في تجهيز نفسه قبل مشاركته في البطولات الثلاث ولن يبخل "بو محمد" في تقديم العون والمشورة والمساندة له كي يراه ونراه جميعاً متألقاً باسم الإمارات، ولا يمنع إذا كان يرى في التواصل مع رقيب الشرطة الأصلع الشهير "هيوارد ويب" الاستفادة من خبراته لدعم تواجده في البرازيل.

Email