صافرة البداية: لم تقدم الجولة 18 الإجابة الشافية لأسئلة دورينا، وخصوصا السؤال الملح، لمن يبتسم ولمن تدمع عينه؟ وأحيل السؤال للجولة القادمة، ولكن الجولة 18 أوضحت الكثير من علامات الاستفهام، أبقت العين مغردا خارج السرب، وأدخلت الملك غرفة العناية المركزة في حالة حرجة جدا لدرجة الاحتضار، وأصبح يعيش على أمل الأوكسجين القادم من إقرار قرار 14 ناديا محترفا، مع بصيص من الأمل للمطارد الجزيرة على الورق فقط، وبقاء مفهوم جنون الكرة المتقلب، كاستثناء لعدم البوح باسم عطر البنفسج، نعم استأثرت قمة الوصل والعين على كل العيون وكانت قمة مطربة بشكل ملفت، جماهيرية بمستوى أداء عال خصوصا الشوط الثاني، شاهدنا مهارات وطاقات وخبرات وتاريخ يتواجد على أرض الملعب لأفضل غريمين بأرقام النجوم المرصعة على صدور تاريخ كلاهما، كما شاهدنا قدرة ماردونا على العودة بعد التأخر، وقدرة كوزمين على الإمساك بخيوط اللعبة في الموسم البنفسجي الاستثنائي.
ضربة جزاء:
يكثر الحديث هذه الأيام عن التقييم في كل مفردات الرياضة، وتفاصيل دورينا على وجه التحديد، وللمدربين القسم الأوفر في كل الحوارت، ولماردونا القسم الأكبر من الحوارات والسؤال يبقى حاضرا هل نجح ماردونا مع الوصل؟ الإجابات (نعم، لا، ربما) لكنني أميل لما قاله الأخ مروان بن بيات لبرنامج مباشر دبي بقناة دبي الرياضية، والتي ربما لم يسمعها البعض، بأنه لأول مرة يوجد في دورينا بطلان، بطل حقيقي سيرفع درع الدوري، والآخر هو الوصل بقيادة الأسطورة ماردونا.
نعم هي حقيقة، فماردونا حديث العالم، وصاحب الهالة الإعلامية الكبرى، المثير للجدل والمادة الدسمة للإعلام عالميا ومحليا، مع أن إعلامنا لا يزال بعيدا ولم يقدم ماردونا بالوجه المطلوب، واعتقد أن بإمكان حتى دوائر وهيئات السياحة استثماره للترويج عن الإمارات كقبلة سياحية من الطراز الأول، وهذا لم يحدث، أعود وأقول كوزمين قدم الوجه الحقيقي لإمكانياته كمدرب فذ، أعاد الروح لدورينا بعودة العين بجماهيريته الصاخبة للمنافسة، وهو النادي الأهم في المنظومة الاحترافية، وخاض عدد كبير من المباريات دون أهم أوراقه القحطاني وجيان ومع هذا نجح بامتياز.
وفجر طاقات لاعبيه الشباب حتى اصبحنا نشاهد مقطوعة موسيقية لا نشاز فيها، ولعدالة التقييم لا يجب نسيان المدرب العربي القدير عبدالوهاب عبدالقادر الذي فجر الطاقات، وهو لا يمتلك أصلا الطاقات المطلوبة ولا الأدوات اللازمة، ويعمل بطريقة (يسوي من الفسيخ شربات) مع الاعتذار للتشبيه، لكنه يمتلك الأهم.. العمل الجاد والمخلص المبني على استغلال الواقع بلا أحلام ولا حبوب بنج، فهو مدرب بكاريزما مؤثرة يسير بثقة دون موسيقى تصويرية، أما كيكي فيصدق عليه المثل الشعبي (الاسم شايع والبطن جايع)، والباقون نقول لهم للحديث بقية.
صافرة النهاية:
قربت ساعة الحقيقة في انتخابات الاتحادات، وبدأت تتضح صورة الساحة الرياضية. يعتبرها البعض ساحة منافسة والبعض ساحة صراع، والبعض يدخلها عنوة حتى لو كان الباب الطبيعي موصدا، فلا مانع من تسلق السور، فالغاية تبرر الوسيلة، والميكافيلية مطلوبة في أحيان كثيرة، فبعض الوجوه شاخت، وعلاها غبار الزمن، وبدت من الأساطير، التي يفترض أن تعلق على جدران الذكريات، لكنها لا زالت تحتفظ بما يسمونه شباب القلب.
مسك الختام:
سألوا أحد مخضرمي الساحة الرياضية: كيف ترى الأهداف المعلنة من مرشحينا في الاتحادات؟ فقال بثقة تامة صدقوني كل أهدافهم تسلل لو كانت صافرة الحكم عادلة!