وجهة نظر

لعبة الكراسي..

ت + ت - الحجم الطبيعي

زمان ويا له من زمان كان يتسابق الأطفال في مسابقة تسمى لعبة الكراسي الموسيقية، ومن منا لا يعرف لعبة الكراسي، والثعلب فات فات وفي ذيله سبع لفات، كان نظام اللعبة يتطلب وجود كراسي أقل من عدد المتسابقين، ويبقى في النهاية كرسي واحد وأثنين من المتسابقين والفوز يكون لصاحب الحظ الأقرب للكرسي والجلوس عليه عند توقف الموسيقى أثناء الدوران حوله، فهل سيلعب الحظ دوره في نظام الانتخابات أيضا في التنافس على كرسي الرئاسة وعلى نيل العضوية في إدارات الاتحادات الرياضية، بإشراف من الهيئة العامة للشباب والرياضة ودعم من الأندية، لأنه وللأسف الشديد أرى أن نظام الانتخابات(والكل له الحق في إبداء الرأي والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية) أشبه في النهاية بنظام التعيين رغم اختلاف المسمى والطبيعة بينهما، فكيف لا والرئيس واحد على كرسي الرئاسة ولا منافس له مع انسحاب منافسيه لتكون الانتخابات شكلية، فقط لنقول أننا نطبق الديمقراطية مع أن الاختيار في النهاية بالتعين.

في هذه الحالة لا شباب ولا رياضة ولا تطوير، ويبقى المنصب حكرا على أصحاب الخبرة، الله يطول بأعمارهم ويعطيهم الصحة والعافية ويغيرون مسمى الهيئة "للشواب والرياضة"، فالهيئة في قراراتها ونظامها الذي يمنع الجمع بين المنصب في الأندية والاتحادات جعل المنافسة على الرئاسة والعضوية محدودة، وللأندية دورا كبير في ذلك باعتبار أنها ترى مصلحتها، حسب وجهة نظر القائمين عليها، في الاحتفاظ بالكفاءات الإدارية، والإداريون يرون أن مصلحتهم في بقاءهم بأنديتهم، وبالتالي يقل عدد مرشحيها سواء على الرئاسة أو العضوية، وترشح من تراه الأنسب، والله أعلم هل يكون مبنيا على معايير اختيار علمية أم بحكم العلاقات والمصالح الشخصية؟.

إذا كانت الهيئة ترى في قرار المنع علاقة المرشح بنادية فلتفسر لنا الهيئة الموقرة الفارق بين قبول مرشح من ناديه أو من نادي آخر ونوع المصلحة في الجمع بين المنصبين وما هي الضمانات لعدم تقديم المرشح مصلحة ناديه الذي رشحه على المصلحة العامة رغم أنه لا يشغل منصب إداري فيه، هناك الكثير ممن يجمعون أكثر من منصب إداري رياضي قد يصل إلى ثلاثة، وولاءهم قد يكون لناديهم أو لمصالح من وراء تمثيل دور الانتماء لهذه الأندية، ولكن في النهاية تبقى الأمانة في العمل والحرص على تحقيق المصلحة العامة، فما يميز مرشح على آخر، الكفاءة وحب العمل وإتقانه والإخلاص فيه والقدرة على إحداث التغيير.

مجتمعنا الرياضي يزخر بالكفاءات الإدارية الرياضية والفنية والتحكيمية والإعلامية وجميعهم لديهم الخبرة والدراية الكافية بشؤون الرياضة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، من الأصلح منهم لإدارة دفة القيادة ومن الذي يملك صفات القائد؟ هذا ما ستكشفه لنا الأعوام الأربعة القادمة ممن سيتربعون على كرسي الرئاسة، هذا إذا كانت هناك مؤشرات لقياس وتقييم الأداء واستخلاص النتائج، والمؤكد في النهاية أن لعبة الكراسي الموسيقية أقصد الانتخابية ستنتهي بمرشح واحد، ولكن أتمنى ألا يكون الحظ وحده السبب في تولي الرئاسة.

 

 

 

Email