صافرة البداية:
هناك لحظات تحتاج فيها لأن تتسع حدقة العين لتلتقط المشهد كاملا، في ليلة كان الإبهار هو المانشيت الرئيسي لكل ما حدث في ميدان، حيث جاء التتويج الأخير لمونتروسو مكملاً للوحة الإبداع، وللمشهد الأخير الذي جاء بلمسات إماراتية كاملة، كأس دبي العالمي لم يعد مجرد سباق تركض فيه الجياد للحصول على الناموس، بل أصبح ثقافة خاصة، وإيقاعا خاصا وجرسا خاصا، بل ماركة لصناعة الإبداع في دانة الدنيا، دبي التي أصبحت قبلة التميز والتألق، كانت حاضرة بكامل زينتها كبدر الليلة الرابعة عشرة، في ليلة الألوان، طغت لغة الإبهار على كل شيء، وكم كانت فرحة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، بتتويج آخر، الرجل الذي رفع شعار أنا وشعبي نحب المركز الأول، فكان سباقا لإحراز المراكز الأولى على مستوى الحدث تنظيميا، ونهايته فنيا، أمسك بخيوط الحدث فكان نجمه، وسط جهمور غفير أضاف إبهارا آخر وإيقاعا آخر، فشكراً لدبي وفارسها الأول بوراشد فقد عشنا ليلة من ليالي العمر.
ضربة جزاء:
مر خبر دخول المبدع الإماراتي والمعلق المتميز أحمد الشيخ موسوعة غينيس على إعلامنا مرور الكرام، دون التعليق عليه وهو النجم الذي توجت جهوده هذه الموسوعة العالمية الباحثة دائما عن النوادر من البشر، فقد بدأ بوعبدالله التعليق على كأس دبي العالمي منذ صافرة الانطلاقة الأولى، ولستة عشر عاما متواصلة من الإبداع والتألق، مر الخبر دون أن تفرد له المساحات المناسبة، فهذا التتويج ليس فقط للمعلق الموهوب إنما لرياضة الإمارات، لماذا لم يحرك إعلامنا ساكناً لهذا الخبر؟
لأنه ببساطة شديدة إعلام مسكون بعشق كرة القدم، ولا يعرف على ما يبدو إلا لغة المستديرة، نعم نعترف هي اللعبة الشعبية الأولى عالميا، ولكن إنجازنا عالمي وغير مسبوق، لذا نتساءل أين قنواتنا الرياضية؟ أين صحافتنا؟ أين إذاعاتنا؟ يبدو أننا لا ندرك الأهمية ولا ترتيب الأولويات، لأن قامة إعلامية بحجم أحمد الشيخ بهذا العطاء والتميز والإنجاز الكبير الذي أصبح حديث العالم، المعلق الذي جعلنا نرتبط بسباقات الخيل بطريقة جذابة وغير مسبوقة، فلم يجد له مثالاً يحتذي به، فكان سباقا لتأسيس مدرسة تعليق جديد، فيها من المهنية والتشويق والإبداع الشيء الكثير، فكان بحق أحد نجوم الليلة الكبيرة التي ستبقى محفورة في الذاكرة العالمية لفترة طويلة.
صافرة النهاية:
هناك جهود جبارة لروابط المشجعين في أنديتنا، تقليعات جديدة وصرعات حديثة وتكريمات هنا وهناك، كما هو في مبادرات رابطة مشجعي الزعيم العيناوي، ومناوشات وإبداعات جماهير الوصل، وغيرها من الجماهير ولكن هناك تباعد كبير بين هذه الروابط في الشأن الخارجي، محليا لنتحرك بطريقة أنا وأخوي على ابن عمي، ولكن إذا كان الأمر يختص بسمعة كرة الإمارات في المحافل الآسيوية والخليجية، فالأمر يجب أن يختلف ونسير بطريقة أنا وابن عمي على الغريب، لهذا تحتاج روابط المشجعين للتوقيع على ميثاق شرف للتعاون فيما بينها، ولتكن هناك دعوة من اتحاد الكرة للملمة الشتات، لنقدم الوجه الحضاري الموحد لروابط المشجعين فنكن جميعا خلف ممثل الإمارات هنا على ملاعبنا، وهذا الميثاق سيقربنا كثيرا وبالتالي سيصب في صالح كرة الإمارات والمنتخبات بكل تأكيد.
حكمة اليوم:
القوانين كبيوت العنكبوت تقع فيها الطيور الصغيرة وتعصف بها الطيور الكبيرة!!