صافرة البداية: في منظومة الاحتراف تأتينا قوالب احترافية جاهزة من قبل (الفيفا)، ونحن نتلقاها بصدر رحب، دون محاولة دراسة حيثياتها، بل دون محاولة قياسها على جسمنا الرياضي هل تصلح أم لا؟ وهل هي ضيقة أم فضفاضة؟ قوانين الفيفا في بعض الجزئيات ليست صالحة لكل زمان ومكان بكل تأكيد، ففيها وفيها، ولكن نتساءل هل نتدارس سلبياتنا وايجابياتنا؟
وهل نقيّم تجاربنا مالها وما عليها؟ وهل نقرأ مسابقاتنا بعين الخبير أم بعين المتابع البسيط، هي أسئلة متراكمة فرضتها مباراة القطبين الشارقة والعين في ملعب الملك، وفي إمارة الابتسامة الدائمة، فقاعدة الاحتراف المستوردة من الفيفا حول نسبة الجماهير ومكان وجودهم، تعطي الفريق المضيف كامل الحرية في وضع جماهير الفريق الضيف في أي مكان، وغالبا خلف المرمى ليبقى الملعب أمام الكاميرات خاليا من الجماهير وقاعدة 90 - 10 بكل تأكيد لا تصلح لنا، فلماذا لا نحاول زحزحة القانون، وتفصيل قانون يصلح لنا تماماً؟
فمثلاً قانون 70 30 أكثر مناسبة لدورينا، يظهرنا أمام الشاشة (كشخة) شوي ويعطينا (كردت) أمام متابعينا من الاتحاد الآسيوي، نعم نعترف أن لدينا مشكلة في الحضور الجماهيري ونبذل الكثير من أجل جلب الجماهير حتى من شركات التأجير ومن خلال وجبات الكنتاكي والاكراميات، ولكن هناك أندية لها جماهيريتها الخاصة فلماذا نحرمها؟ ولماذا نظهر ملاعبنا عارية تماماً؟
الأمر متروك لاتحاد الكرة في وضع تصورات خاصة لجعل ملاعبنا أكثر جاذبية وأكثر جمالية، فنحن لا نطالب بإلغاء قاعدة كشف التسلل ولا توسيع المرمى ولا تكبير الكرة، وهي من المستحيلات جدا أن ننجح فيها، لأنها قوانين صلب اللعبة، بل نطالب انفسنا بتطبيق قاعدة تجعلنا أكثر روعة أمام الآخرين وأمام كاميراتنا، فتصور ملعبا خاليا من الجماهير والآلاف خارج السور لا يحق لهم الدخول بحكم القانون، والحاضرون داخل الملعب لا تلتقطهم الكاميرات، لنبدأ بالثورة والتجديد على قوانينا، وبكل تأكيد ستتزايد الأرقام يوما بعد يوم، وكل ذلك من أجل عيون دورينا.
ضربة جزاء:
ميسي جعل الأرقام القياسية تتناثر بين قدميه، أصبح يحطم الأرقام يوما بعد يوم، قالوا عنه بأنه لاعب من كوكب آخر، وقالوا: أفضل من لعب الكرة منذ أن خلق الله آدم، وقالوا إنه أزاح مارادونا عن العرش، يلعب في برشلونة النادي الذي أفسد الذوق العام، فلم نعد نستطعم كرة القدم دون برشلونة، ولم نعد نستنشق عطر كرة القدم دون برشلونة، نقلب القنوات بحثا عن البرغوث الصغير ميسي، وعن اللونين الأحمر والأزرق، قال في آخر تصريحاته: لم أصل لسن النضج، أيُّ نضج هذا يا ميسي الذي تريده! أيوجد نضج أكثر من هذا؟! أيُوجد إبداع أكثر من هذا؟!
أتُوجد كرة قدم أحلى وأمتع وأبدع وأروع مما شاهدناها يا ميسي؟! إلى أين تنظر؟ وأين تحلق؟ وماذا تريد؟ ثلاثة ألقاب كأفضل لاعب ليست كافية لموهبتك، وثمانية عشر لقباً في ست سنوات ليست كافية، أي طموح تمتلك هذا الذي لا تحده حدود، صبغت أذواق جماهير العالم أجمع باللونين الأحمر والأزرق، إلا قلة من المدريديين فلك التحية.
حكمة اليوم:
يقولون في إسبانيا: اللسان الطويل دلالة على اليد القصيرة!!