صافرة البداية:

ماجد، ليست القضية مجرد خروج عن النص في مسرحياتك الهزلية السنوية التي اعتدناها، وليست القضية قيادة أعصابك بطيش وتهور، وليست القضية فردية كما تتصورها يا صاحب القفاز الذهبي كما كنا نعتقد، بل القضية أكبر من ذلك بكثير وهي التي لخصها كيكي مدرب الأهلي المعتدى عليه، والذي قال باحترافية عالية: ماجد لم يسئ لي، بل أساء لنفسه ولكرة الإمارات، وأضع هنا أمام كرة الإمارات مليون خط.

ماجد، أصبحت تخرج عن النص كثيرا لالتقاط العقوبات كما تخرج من مرماك لالتقاط الكرات، فأنت لا تمثل شخصك حتى نقول: افعل ما شئت ولتذهب إلى الجحيم، كما يقول الأوربيون معاذ الله، بل تمثل كرة الإمارات، وهذا شرف كبير يبدو أنه أثقلك حمله، ولم تعد قادرا على السير بحمل يتمنى الكل أن يحمله في إمارات الخير والسلام ، كما أنك تمثل مجموعة كبيرة من الناشئين الذين يرون فيك القدوة، ويبدو أنك لست الأنموذج الأمثل، لهذا أتمنى أن تعود قليلا بالذاكرة إلى الوراء لترى الماضي، وتقرأ الحاضر الذي بدأت تعبث فيه، إذا كنت تجيد القراءة، ثم انظر للمستقبل الغامض.

ليست القضية أن تخطيء ثم تعتذر لتدغدغ مشاعر الجماهير العاشقة، وليست القضية أن تكون المادة الإعلامية الدسمة، بل القضية انحراف واضح عن نهج الرياضة. إنه سوء سلوك مع سبق الإصرار والترصد يا عزيزي.

ضربة جزاء:

يوم الطائرة أو يوم الوفاء لرموز وأقطاب ورواد الكرة الطائرة كان يوما استثنائيا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، يوم أعاد عقارب الذاكرة إلى الوراء كثيرا، عندما كانت الطائرة اللعبة الشعبية الثانية، عندما كان اللاعب المواطن يضاهي أجانب هذه الأيام أو يزيد، عندما كانت اللعبة تعج بالنجوم الكبار، عندما كنا لحمة واحدة وقلب واحد ونبض واحد، يوم أحسسنا فيه بأننا نجوم البدايات، وكم كان ذلك اللقب مفرحا، وكم كان ذلك اللقب لذيذا وشهيا، وكم كان المشهد مفرحا أيضا دعوة يوسف الملا الحكم الدولي السابق والمرشح القادم للانتخابات، مما يدل على نقاء السريرة، ومما يدل على المنافسة الشريفة، هو يوم التقينا فيه مع من رسموا البدايات بجهد مخلص ، ومع صناع القرار، ومع اللجنة الأولمبية ومع هيئة الشباب والرياضة بتشريف رائع لسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، لهذا لا نمتلك إلا أن نقول شكرا لسعادة عامر علي رئيس الاتحاد وكل العاملين في أروقة الاتحاد بلجانه المختلفة، وكلمة شكرا تبدو قزمة أمام إبداع ما قدم في يوم استثنائي.

صافرة النهاية:

غدا الأربعاء نكون أو لا نكون، غداً نطرق أبواب بلد الضباب أو نعود خائبين معاذ الله، غداً سيكتب التاريخ بأحرف من ذهب أن أبيض أولمبياً إماراتياً موهوباً مر من هنا ، غدا علينا أن نذيب جليد طشقند، غدا علينا أن نكون حذرين يقظين في كل لحظات المباراة ، فأبواب المجد مفتوحة لنمر، فلنغتنم الفرصة التاريخية، أبناء مهدي علي على موعد مع القدر، تتلمذوا على يديه، علمهم لغة الإخلاص، علمهم الاستمتاع وتقديم المتعة، علمهم لغة المستديرة، غداً الأربعاء علينا أن نكثف الدعاء لأبنائنا، على كل أم وأب، على كل صغير وكبير، أن يجد في الدعاء، فلم يتبق من المجد إلا نقطة.

حكمة اليوم:

خير لي أن أموت مجهولا لا يعرف أحد عني شيئاً من أن أموت عظيماً مهلهل السيرة ... "فولتير"