صافرة البداية:
أربطوا الأحزمة سنطير إلى آسيا، سنحلق على جبالها وسنتجول بين وديانها وسنواجه مرتفعاتها الصعبة، دون أن تكون لدينا أدوات التحليق المناسبة، ودون أن نقرأ نشرة الأحوال الجوية، ودون أن نجهز كامل كوادرنا الفنية والإدارية للطيران تحت أصعب الظروف، وسنبدأ من الآن بالتجهيز للاستماع لذات الاسطوانات المشروخة البالية.
هذه مقدمة يبدو أنها متشائمة بعض الشيء قبل الدخول في قادم الأيام لمشاركة فرقنا الحبيبة في المعترك الآسيوي الشرس، والذي أوضحت لنا الأيام الماضية أننا كنا ضيوف شرف نعود بمجرد انتهاء الحفلة، وحتى لا أنظر النظرة التشاؤمية المعروفة لسنا إلا (كومبارس) وحصالة الفرق الأخرى وهذا ما لا أتمناه بكل تأكيد لألواننا الأربعة، فدور البطولة يليق تماما على كاريزما ممثلينا الأربعة.
ضربة جزاء:
لنقرأ المشهد من السطر الأول، قبل الاستماع للأعذار المتوقعة، نتساءل هل قامت لجنة المسابقات بإعداد الفرق المشاركة باللعب تحت ضغط المباريات المتلاحقة؟ أي بمفهوم الثلاث مباريات في عشرة أيام أو أقل بالتأكيد الجواب لا، هل تعود لاعبونا على اللعب عبر التجوال بالطائرات بين شرق القارة وغربها؟ بالتأكيد لا، هل جربنا كامل العدد والعدة من لاعبينا الاحتياطيين للزج بهم في أحلك الأوقات والظروف؟ بالتأكيد لا، هل تم تجهيز لاعبينا طبيا ونفسيا واجتماعيا وتكتيكيا وتكنيكيا؟ بالتأكيد لا، هل تقوم العيادات الطبية وما أكثرها في أنديتنا بالدور المطلوب في تجهيز اللاعب بدنيا وعضليا؟
هل يستطيع الإداري الجهبذ صاحب التصريحات النارية هنا وإدارته من خلفه من إخراج اللعب الإماراتي من حالة الإحباط المتأزم في حالة الخسارة لأول ثلاث نقاط؟ هل نمتلك ثقافة التعاطي مع الخسارة وأيضا ثقافة التحفيز الملهم في حالة الفوز؟ بالتأكيد لا، هل من يلبسون الهزيمة ثوب الانتصار مازالوا يعيشون بيننا؟ وهل سنسمع عن مكافآت الفوز في حالة الخسارة؟ بدعوى أننا قدمنا العرض المشرف الذي لا يجد له رصيدا في أي بنك من بنوك الرياضة في العالم إلا عندنا، هل هل هل؟.
كارت أصفر:
لا تذهبوا بعيدا فبعد أيام سنجدهم يتربعون على صفحات إعلامنا الموقر الذي لا يترك شاردة ولا واردة إلا أحصاها، يبررون، يناوشون، ينتقدون من ينتقدهم، بعد أيام سنستمع للحمل الزائد، وضغط المباريات، وقلة الراحة وتغير الجو والبرد القارص، وجمهور الفريق الضيف، ورحلات الطيران المرهقة، وأرضية ملعب الخصم، وحكم المباراة وغيرها من الأعذار الواهية وكأن الأعذار خلقت لنا فقط كأزياء لا تناسب إلا أجسامنا، لهذا نتساءل هل الظروف هي ذاتها نعيشها ويعيشها الفريق الضيف، أم أننا فقط من نعايش هذه الظروف ونعيشها.
صافرة النهاية:
الاحتراف منظومة هذه حقيقة من خلال التفكير في كل الجزئيات الصغيرة قبل الكبيرة، بل والتفكير في تفاصيل التفاصيل من خلال تعويد اللاعب على نسق معين من الجهد بطريقة طويلة ومبرمجة وممنهجة، لتكون بالنسبة إليه أسلوب حياة، فالرياضة الاحترافية لم تغير الواقع لدينا، لم تغير حجم التدريبات، لم تغير سلوك اللاعب، لم تغير نظرة الإعلام، لم تستدع الجماهير من بيوتهم، ولم ولم ولم وبالرغم من هذا أقول لست متشائما ولله الحمد!
حكمة اليوم:
يقول مارتن لوثر: لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك. إلا إذا كنتَ منحنياً!