صافرة البداية:
دعونا نعترف أن لدينا كنز رياضي يحتاج إلى كيمياء خاصة، نحتاج للاهتمام بالجزئيات والإيونات والذرات، نحتاج لأن نكون طلبة متميزين في معاهد وجامعات الرعاية والصقل، نقعد في الصفوف الأمامية لنتعلم حرفية الصناعة، نحتاج لدراسة معمقة ومتعمقة تصل بنا لصيغة مناسبة لحماية ليس مجرد منتخب بل مستقبل أبيض كنا نظن أنه ليس موجوداً، وأننا نعيش لحظات القحط الرياضي وإذا بنا نجد أن رصيدنا يعاني الوفرة في زمن ظننا أن الاحتراف الأعور أحرق اليابس والأخضر من مواهبنا، نعم احترافنا يعاني تشوهات خلقية.
نعم احترافنا لم يخرج من رحم المعاناة، نعم احترافنا عبارة عن أرصدة وتعاقدات ومزايدات ووكلاء لاعبين وسماسرة ولاشيء غير ذلك، نعم لدينا أبيض أولمبي هو كنز إماراتي بكل ما تحويه هذه الكلمة من معاني لقد صال وجال أبدع وأمتع وأقنع، كان ولايزال يطربنا، كان ولا يزال يفرحنا، كان ولا يزال يتوج جبيننا بالذهب بدأ إبداعه من شرقية المملكة حتى قلعة اسباير وقاهرة المعز مرورا بفضية الصين الأولمبية، لكنه لن يتوقف إلا في لندن إن شاء الله، جاء لينثر الإبداع والبهجة هكذا عودنا وهكذا تعودنا منه، لهذا علينا أن ندرس خارطة الطريق الدالة على كيفية الحفاظ على المواهب والمكتسبات.
نتساءل كيف نستنطق جيلا منحوتا بالموهبة مسكونا بالمهارة والفن مهووساً بلغة كرة القدم، يعرف أبجدياتها يتعمق في مفرداتها، وجب علينا أن نضع الأسئلة ونجيب عليها، حتى لا يتسرب من بين أصابعنا كما حصل مع أجيال سابقة، لم نحسن يومها ولم نتقن لغة الحفاظ على المكتسبات، نتساءل كيف نستطيع رسم خطة تتعادل فيها أبونات الثواب والعقاب بعيدا عن فرط التدليل الزائد والهبات الوفيرة التي تجعلهم يصلون لمرحلة التخمة وهم في مقتبل العمر، كيف نداري شمعتنا المضيئة حتى لو واجهتها العواصف، إنها أسئلة نضعها على طاولة اتحاد الكرة الذي عليه أن يبذل الغالي والنفيس من أجل أن يضع إجابات مقنعة لأسئلة لا تزال عطشى يحيطها الغموض من كل صوب.
ضربة جزاء:
نعترف أن القدير جدا مهدي علي المدرب الوطني المتميز، أجاد القراءة في علم تكتيكات كرة القدم ولغتها النفسية والاجتماعية، كما أجاد الكتابة في قلوب لاعبيه بقلم ثقافة السجود وثقافة الشكر تلمذهم بموسيقى (نفديك بالأرواح ياوطن) أوقد فيهم الروح التي عجزنا سنوات طوال أن نبثها فيهم، قال فسمعوا، كتب فقرأوا، أنشد فطربوا وتمايلوا، مدرب بدرجة خبير، رسام بدرجة بيكاسو، موسيقار بدرجة موزارت، يقود أحلامنا وطموحاتنا وآمالنا نحو المجد، حتى بات أبيضنا الأولمبي على بعد خطوة من عاصمة الضباب، نعم نحن على بعد نقطة من كتابة تاريخ جديد، لجيل ذهبي جديد قرر أن يقول ما عجز عنه الآخرون، من حقنا أن نتفاءل ولا نفرط في ذلك.
كارت أصفر:
في شارعنا الرياضي المليء بالحفر والمطبات آفاق جميلة وإضاءات لامعة يمكننا بالعمل الجاد والمخلص أن نستصلح الكثير من الإشكاليات إذا وضعنا المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة، وإذا نظرنا فوقنا لنرى رفرفة العلم بألوانه الأربعة إنها اضاءات في زمن العتمة.
حكمة اليوم: من خط خطاً ولم يعرف قراءته.. قدم له علفا يرعى مع الغنم!!!