صافرة البداية:

بشعار «سعياً على الرأس لا سعيا على القدمِ» يزحف جمهورنا الإماراتي الحبيب نحو استاد محمد بن زايد غداً الأربعاء لمؤازرة الأبيض الإماراتي الأولمبي أمام الكنغارو الأسترالي، ولكنه ليس مجرد زحف عادي أبداً، بل هي مسيرة حب ملونة بألوان علم الإمارات، مسيرة حب للتعبير عن مدى حبنا وعشقنا لهذا الوطن الغالي وهذه القيادة الرشيدة، فقد قررنا ضمناً أن يلعبوا بأصواتنا، يبدعوا بحناجرنا، يمرروا بتصفيقنا، يسجلوا بأهازيجنا، ينتصروا بصخبنا وصرخاتنا وتشجيعنا، علينا نحن جمهور الإمارات أن نخرج عن وقارنا.

علينا أن نعزف لهم لحن الفوز، أبيضنا حلمنا عزنا وفخرنا وأنشودتنا لن تسير وحيداً، بعد أن قلنا «باي باي برازيليا» علينا أن نقول «وِلْكَمْ لندن»، علينا أن نفتح أذرعنا لاستقبال لندن ذلك الحلم الذي طال انتظاره، ولنقل جميعاً إنه يوم الوطن الذي نعبر فيه عن مشاعرنا للعلم والأرض والأبيض، أنه يوم رد الجميل لمن سقانا دائماً طعم الفرح، لمن قلد جبيننا بالقلائد والذهب، لمن وسم هاماتنا بالمجد.

لمن أطربنا حد السعادة، مهدي ذلك الشاب الأنيق الذي أجزم بأنه ليس مجرد مدرب، بل طبيب يوقد الإبداع في قلوب لاعبيه، يكتب بقلم الوطنية أغنية «منصور وأنته الأمل»، يتفنن في رسم تكتيكاته بريشة فنان، روض الكثير ولا يزال في طريقه نحو لندن الكثير، عقبات لا تحتاج إلا إلى الإرادة الممزوجة بالفن والإخلاص، إنه يومنا بل أملنا ومستقبلنا القادم، ونقولها من الآن أولمبينا قادر على صنع الفرح وجمهورنا هو بهارنا، فلنهتف جميعاً كلنا أولمبيون حتى الثمالة خلفك يا خير سفير.

ضربة جزاء:

«مباشر دبي» فتح إعلامي مذهل وغير مسبوق على مستوى الفضاء العربي وأكثر، هو ليس مجرد برنامج وليس مجرد متابعة حثيثة للحدث أينما كان، هو إعلام بلغة السنوات القادمة برنامج اختصرت فيه دبي الرياضية التاريخ والجغرافيا والزمان والمكان، لتضع في فكر المشاهد العربي أينما كان لوحة إعلامية متميزة، وهو البرنامج الذي تتنقل فيه الكاميرا بين حدث وحدث وبين خبر وخبر وبين لقاء وتحقيق بسلاسة تامة دون أن يشعر المشاهد بأي تعكير للمزاج.

برنامج يبحث عن تفاصيل التفاصيل، برنامج جعل الفضائيات تضرب أخماساً في أسداس، جعلها تقف مترقبة متسائلة إلى أين يذهب إبداع هذا البرنامج وأي أفق يحده، برنامج يتوشح بـ«ديباحة» حمادة، أحد أساطين الكلمة في عالمنا المترامي الأطراف، ويتزين بعملقة عدنان حمد الذي اختزل العطاء الطويل والإرث القديم في إطلالة مذهلة.

فأضاف للمعنى معنى وللأسلوب أسلوباً جديداً، فكأنه ولد من جديد بعبق جديد وبحلة جديدة، ما أكتبه ليس إطراء من فراغ بل هو الذي خط إبداعه بيدي بطريقة الشاعر القدير أحمد مطر الذي قال (أنا لا أكتب الشعر فالأشعار تكتبني)، هو هكذا العمل المتميز يتكلم عن نفسه، هو هكذا العمل المتميز يجبرك على الإشادة به، ومغازلة إيجابياته، والوقوع في حبه، لهذا لا نمتلك إلا أن نقول شكراً دبي الرياضية فأنت لست قناة المشاهير وحدهم بل أنت قناة المشاهير والجماهير مهما تعددت أشكالهم وألوانهم وانتماءاتهم.

حكمة اليوم: الخبرة.. هي المشط الذي تعطيك إياه الحياة.. عندما تكون قد فقدتَ شعرك!!!