استوقفني كثيرا وبإعجاب شديد كتاب (رؤيتي) لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، الكتاب الذي قال خلاصة الخبرة ، وعصارة العصارة ، وأكاد أجزم بأن الكثيرين من الرياضيين سمعوا فقط بالاسم دون مجرد محاولة تقليب بعض أوراقه، قد يكون كتابا استثنائيا، قد يكون كتابا لخص قصة الإبداع، قد يكون كتابا قيادة وفكر، لكن المهم ما الذي نستلهمه من هذا الكتاب؟
لو أردنا أن نُسقط ذلك الاستلهام على واقعنا الرياضي لنؤسس مناخا رياضيا جديدا، ونستصلح أرضية الإبداع الصالحة للزراعة، ولنقدم نماذج من القيادات الرياضية فما علينا إلا التأمل في المفردات والأفكار والرؤى، في إحدى محاور رؤيتي يقول سموه الفرق بين الحكومة الناجحة والحكومة الفاشلة، هو عدد العراقيل التي تزيلها عن طريق مواطنيها أو تضعها أمامهم، فمن العراقيل تتولد الاختناقات، نعم لنقف ونتأمل كم من العراقيل التي توضع أمام رياضيينا، بعضهم ما زال هاويا برتبة محترف، وبعضهم لا يزال يسير نحو الأمية بثقة كبيرة.
وبعضهم يجاهد، يعرق، ينزف ولا يدري به أحد، بل لا يجد مجرد إجازة تفريغ للمشاركة في البطولة التي يستعد من أجلها، وكم صرخة كان لها دوي سمعناها دون أن تحرك ساكنا، لأن جريمته هذا المسكين أنه ليس لاعب كرة قدم. رياضتنا غير منتجه لأن الأبيض الإماراتي يخفق في أغلب الأحيان، رياضتنا غير منتجة لأننا نختزل الرياضة كل الرياضة في كرة قدم، رياضتنا لا تسير في الطريق الصحيح لأن الهرم الرياضي مقلوب ولم يجد من يحاول مجرد زحزحة هذا الهرم.
هنا أتساءل كيف بنا أن نبني رؤانا من خلال رؤيتي؟ كيف نزيل العراقيل من خلال (رؤيتي)؟ كيف ننتج ونبدع ونتألق من خلال رؤيتي؟ وكيف نقف على منصات التتويج بأفكار رؤيتي فلنكن أبناء رؤيتي؟
ضربة جزاء :
الكتابة في رياضة الإمارات تحتاج إلى فلسفة وسياسة واقتصاد وعلاقات، ومنطق ولغة وعمق ومصداقية وهوس ودندنة، وهنا أعترف بأنني لا أمتلك منها إلا الدندنة فقط، ولكن بطريقة العزف على الجراح، أي بطريقة المطرب الشهير أبوبكر سالم عندما غنى (يا ظبي صنعاء)، لكنه قالها بوجع فبكى وأبكى الجماهير، الكتابة في رياضة الإمارات تحتاج إلى جرأة وعضلات وأنا (إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا)، الكتابة في رياضة الإمارات تحتاج إلى بوصلة ماجلان حتى لا تتوه بك الدروب والأفكار والرؤى والاستراتيجيات والأحلام، ولكن أكثرنا يسير بطريقة المثل القائل (إذا كنت لا تدري إلى أين أنت ذاهب فكل الطرق تؤدي إلى هناك!)، الكتابة في رياضة الإمارات كالدخول في حقل الألغام لا تدري متى تنفجر بك قنابل غضب المسئولين.
ومتى يئدوك ويسفهوا أحلامك، ويهيلوا على قلمك التراب، لهذا نقول للمسئول منذ المقال الأول بأننا مرآة لك قد ترى فينا عيوبك فقل رحم الله من أهدى إلي عيوبي، ولتنظر دائما لحكمة العقلاء القائلة (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب)، ولا تكن عزيزي المسئول كفرعون الذي قال ( لا أُريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) فمن شاور الرجال شاركهم عقولهم ولنعمل جميعا بشعار الإمارات فوق الجميع. صافرة النهاية : «كم هو جميل أن تموت من أجل الوطن، لكن الأجمل أن تعيش من أجل الوطن».
