إعلام يشبهني ويمثلني

لا أستطيع أن أتجاهل أو أتجاوز مشاعر الحب التي تملكتني يوم الأحد في تغطية الحدث الأخوي الخليجي خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ولقائه أخاه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت.

بدا اليوم وكأنه عيد، كل شيء في هذا الأحد كان مختلفاً، أخبار وفيديوهات وصور وعبارات و«هشتاقات»، تعبر أجواء الكويت فتصلنا تتلقفها حسابات إماراتية على وسائل التواصل الاجتماعي، كل يضيف عليها مشاعره فيضفي على المفردات معاني أخرى من مخزون قلبه.

الحدث بفعل الإعلام الذي كان بطلاً بمختلف وسائله وأدواته قرب المسافات بشكل جميل، وتلاشت عندها الحواجز والحدود.

في الكويت والإمارات كان الجميع على قلب واحد عمل ضمن فريق واحد، الإمكانات البشرية والفنية في المعدات والتقنيات الحديثة وغيرها كانت من عناصر النجاح وسرعة الإنجاز، وكالة أنباء الإمارات، وعلى الطرف الآخر نرى وكالة الأنباء الكويتية، الصحف اليومية بأدواتها الرقمية الجديدة هنا وهناك، شاركت في تقديم صورة جميلة، الفضائيات لدينا ولديهم، إذاعات وشاشات هنا وفي الكويت، تنسيق على أعلى المستويات في تقديم برامج خاصة بالمناسبة، متحدثون من هنا وهناك حول العلاقات القوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، كل تحدث عما في نفسه، منصات التواصل الاجتماعي غصت بالتغريدات والعبارات الأخوية، بدت وكأنها من مصدر واحد تحمل صورة علمي الدولتين، الذي ظهر وكأنه علم واحد لتشابه الألوان.

في هذا اليوم كان التنافس على جعل الحدث بمستوى مَن فيه، عمل الزملاء الإعلاميون هنا وهناك واجتهدوا لتحقيق النجاح وإيصال الرسالة، صوروا وسجلوا تفاصيل ما فيه من مراسم الاستقبال الشعبي والرسمي، زوايا صغيرة في الطرقات، همسات ولمسات وأبيات شعر قيلت في الزعيمين، وعبارات خرجت من أطفال الكويت وبعفوية متناهية يرددون «بابا مشعل»، و«بابا محمد»، والشباب يقدمون لوحات فلكلورية حباً في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، وترحيباً بمقدمه.

نجح الإعلام الكبير في الإمارات والكويت في توجيه البوصلة نحو هدف واضح، وهو ما نريده دائماً، إيصال رسالة الوحدة، تجمع ولا تفرق، تقرب ولا تباعد، ليتنا نرى هذا الفعل الجميل، وليت الأجيال الشابة تحيا على هذه المبادئ، وتدرك أهمية الحفاظ على إرث جميل، وتسير على خطى من سبقهم، ما بناه الآباء والأجداد حق علينا واجب الحفاظ عليه، وحري بنا أن يكون الحب أسلوب حياتنا، نحب لنحيا، ونحيا لنحب.