اصنع في الإمارات

عاماً بعد عام، تُرسّخ الإمارات مكانتها كوجهة صناعية واعدة على خريطة الاقتصاد العالمي، متجاوزة دور المستورد إلى تصدير الابتكار والكفاءة، والمنافسة في سلاسل الإمداد العالمية بفضل ودعم رؤية قيادتنا الرشيدة، هذا الإنجاز تعكسه الدورة الرابعة من منتدى «اصنع في الإمارات»، الذي يقام خلال الفترة من 19 إلى 22 مايو، في أبوظبي تحت شعار «تسريع الصناعات المتقدمة»، لتؤكد التحوّل النوعي الذي تقوده الدولة في القطاع الصناعي.

في المؤتمر الصحافي الذي يسبق المنتدى، كشف معالي الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، عن مؤشرات دقيقة تحمل دلالات كبرى، فقد بلغت قيمة الصادرات الصناعية في عام 2024 نحو 197 مليار درهم، بنسبة نمو لافتة وصلت إلى 68 % مقارنة بعام 2020، ما يعكس انتقال الصناعة من كونها قطاعاً داعماً إلى محرّك تنموي مستقل ومؤثر.

أما الإنفاق التراكمي على المشتريات المحلية، الذي بلغ 347 مليار درهم، فيعكس التزام الدولة الراسخ بتعزيز المحتوى الوطني، وربط خطط التصنيع المحلي بالطلب المؤسسي الفعلي، ما يعزز استدامة القطاع.

ويكتسب منتدى «اصنع في الإمارات» زخماً مضاعفاً هذا العام من خلال الشراكات الدولية والشركات العالمية المشاركة، ما يعزز من جاذبية الدولة كمركز صناعي إقليمي، فحجم المشاركة والنقاشات التي يشهدها الحدث يعكس ثقة المستثمرين في البنية التحتية، والبيئة التشريعية، والكوادر الوطنية المؤهلة لدولة الإمارات.

أهمية الحدث لا تقتصر على ما تحقق، بل يمتد إلى ما يُخطط له، حيث تُطرح فرص استثمارية في 12 قطاعاً حيوياً، تشمل الصناعات المتقدمة، والتكنولوجيا النظيفة، والذكاء الاصطناعي، كما تستضيف المنصة التفاعلية «مصنّعين» لتصبح الرسالة واضحة للشباب بأن الصناعات الابتكارية مستقبل مهني واعد.

اليوم، تحول «اصنع في الإمارات» إلى رؤية وطنية شاملة، تُترجم بلغة الأرقام الصاعدة، وتُبنى بعقول إماراتية، وتُختبر في ميادين التنافس الدولي، إنه مشروع تنموي متكامل، لا يستهدف تنويع الاقتصاد فحسب، بل إعادة تشكيل مفهوم الصناعة في المنطقة، لتكون الإمارات مركزاً يُنتج المعرفة، ويقود الابتكار، ويُصدّر الحلول.