على الجانب الآخر، في روسيا هذه المرة، وتحديداً في كازان عاصمة جمهورية تتارستان في روسيا، والتي تعتبر من أقدم وأكبر المدن الروسية، وتقع على ضفاف نهر الفولغا، وتتمتع بثقافات متعددة، ولها تاريخ طويل من التعايش بين المسلمين والمسيحيين، ما جعلها مركزاً ثقافياً يمزج بين مختلف الثقافات والأديان، تتجاور المساجد والكنائس الأرثوذكسية، إذ يمثل مسجد قول شريف وهو أحد أكبر المساجد رمزاً للثقافة الإسلامية، وكاتدرائية البشارة واحدة من أقدم الكنائس، حيث يضمهما مبنى الكرملين هناك.
هناك وحيث النظرة الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في علاقاته الدولية سيشارك في أعمال القمة الـ 16 لقادة دول مجموعة بريكس، وهذه المشاركة الأولى للدولة بصفتها عضواً في مجموعة بريكس.
في هذه الزيارة سيبحث سموه مع الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، شتى العلاقات في مختلف جوانبها على وجه الخصوص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة وغيرها في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين.
علاقة ليست كغيرها من العلاقات التي تربط بين رؤساء ودول التي لا تعدو في مجملها أكثر من علاقات تحكمها البروتوكولات والدبلوماسية، تنتهي في معظمها عند سلم الطائرة، أو بمجرد فض الاجتماعات وإغلاق الملفات.
إلا أن العلاقات الإماراتية – الروسية، وتحديداً بين الزعيمين، تتميز بالود والاحترام، والتقدير كل منهما للآخر، فيها يكون لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ما لا يكون لغيره، فهو الصديق الموثوق و–كما يراه الأقوياء- شخصية فذة، وعند ذكره لا يتردد بوتين في كل مناسبة في أن يشيد بدوره قائداً مؤثراً ليس على الساحة الإقليمية فحسب، بل والدولية، ويصفه بالقائد الحكيم والشريك الموثوق، ويقدر عالياً رؤية سموه في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، خاصة الشرق الأوسط التي تستعصي صراعاتها وحروبها ومشاكلها على كل الحلول.
زعيم قوي.. في الداخل هو الإنسان، أيقونة الحب والنجاح والسلم والتعايش، والعدل والمساواة، نعم فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وفي الخارج ليس كمثله زعيم.