روح المكان .. ومكان الروح

في فكر قيادتنا الرشيدة، تمثل المرأة مصدر الإلهام، وشريكاً أساسياً في مسيرة التنمية، وكما وصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأنها «روح المكان ومكان الروح»، فإنها بالفعل الحاضر الدائم في كل تفاصيل الوطن، تبني، وتربي، وتضحي، وتصنع المستقبل.

أراها في رعايتها لبيتها وتربية أولادها، حتى وإن كانت على الفطرة، فهي المدرسة الأولى التي تغرس القيم وتصنع الأجيال، أراها في حنانها الذي لا ينضب، في سهرها بلا كلل، في دعواتها الصادقة، في صبرها الطويل، وفي لمساتها التي تضفي الدفء على كل من حولها، هي القلب الذي ينبض بحب الأسرة، وهي اليد التي تمسح التعب عن وجوه الأحبة، وهي الملجأ حين تضطرب الأيام.

إنها المرأة التي لا تحتاج إلى كلمات لتجسد معاني العطاء، بل تترجم كل لحظة من حياتها عملاً يفيض بالحب والتفاني.

وأراها أيضاً في ميادين الشرف والواجب، حين تقدم روحها فداءً للوطن، فتكون «أم الشهيد»، التي لم تضعف رغم الألم، ولم تنكسر رغم الفقد، بل ارتقت بتضحياتها لتكون رمزاً للعزة والكرامة، إنها المرأة التي تغزل الصبر من دموعها، وتحول الفقد إلى فخر، وتحمل اسم ابنها شهيداً للوطن، لأنها تدرك أن حب الوطن امتداد لحبها لأسرتها، وأن رسالتها لا تتوقف عند دور، بل تمتد لتشمل الوطن بأكمله.

أراها في صوتها الذي يحكي الحكايات قبل النوم، في ضحكتها التي تخفف الأعباء، في حكمتها التي تهدينا الطريق، في صمتها الذي يحكي الكثير، وفي قوتها التي لا تنكسر.

ليست المرأة مجرد نصف المجتمع فحسب، بل هي روحه، ونبضه، وركيزته الصلبة، نجدها دائماً هناك، تمنح المكان هويته، تبث الأمل، وتنير الدروب.

إنها المعلمة بلا شهادة، والمربية بلا كتب، والقائدة بلا أوسمة، ولكنها بكل أدوارها، روح المكان ومكان الروح، وبدونها، لا يكتمل المشهد، ولا يزهر المستقبل.