تستضيف دبي معرض جيتكس جلوبال بدورته الجديدة والذي يقدم كعادته الجديد والأحدث في عالم التكنولوجيا، وكصحفية قادني تفكيري إلى مصطلح قد يكون جديداً على مسامع الكثيرين وهو صحافة الذكاء الاصطناعي، هذه الفكرة التي تجمع بين الإعلام المتطور والإعلام التقليدي، وكيف يمكن أن يكون هناك تفاعل وتعاون وليس تنافساً.
تعتمد صحافة الذكاء الاصطناعي على تقنيات مختلفة لإنتاج الأخبار وتحليلها بشكل أسرع وأدق بطريقة تتيح تقديم الأخبار في وقت قياسي وتلبية احتياجات الجمهور بشكل فوري.
وتساعد هذه الميزة المؤسسات الإعلامية والصحفيين على تقديم تقارير شاملة ودقيقة من خلال معالجة كميات هائلة من المعلومات في وقت قياسي، يضاف إلى جانب ذلك، إمكانية متابعة وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بشكل مستمر للحصول على أحدث المعلومات وتحليل توجهات الرأي العام، مما يتيح للصحفيين التركيز على تحليل الأحداث بعمق بدلاً من قضاء وقت طويل في البحث وجمع البيانات.
لكن مع كل هذه المزايا، لا يخلو الاقتصار على الذكاء الاصطناعي من تحديات عديدة تتعلق بالدقة والتحقق من صحة الأخبار التي ينتجها، فرغم أن التكنولوجيا قادرة على معالجة البيانات بسرعة فائقة، إلا أن هناك مشكلة في الاعتماد الكامل عليها دون وجود دور للصحفي في ضمان الدقة والتحقق من المصادر.
وعلى الجانب الآخر، تثير صحافة الذكاء الاصطناعي أيضاً بعض التساؤلات الأخلاقية حول طرق جمع البيانات والخصوصية، لذلك يجب التعامل معها بحذر لضمان عدم انتهاك خصوصية الأفراد، كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دوراً كبيراً في مكافحة الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة بفضل قدرته على التحقق من المعلومات بدقة وسرعة.
من المزايا الأخرى التي تقدمها صحافة الذكاء الاصطناعي تحسين تجربة المستخدم من خلال تقديم محتوى مخصص يلبي اهتمامات كل فرد على سبيل المثال، ويستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل سلوكيات القراءة والتصفح للمستخدمين واقتراح المقالات التي تتناسب مع اهتماماتهم، وبالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن تستمر هذه التقنية في النمو والتطور، لتشمل مجالات أخرى وسيكون هذا التوسع فرصة لتطوير الإعلام بطرق غير مسبوقة وفتح آفاق جديدة للابتكار.
في الختام، يمكن القول إن صحافة الذكاء الاصطناعي تمثل تحدياً وفرصة في آن واحد، نحتاج إلى التعامل مع هذه التقنية بحذر مع الحفاظ على دور الصحفي لضمان الاستخدام الأمثل لهذه التكنولوجيا بطريقة مسؤولة وأخلاقية.