في كل زاوية من دبي، تختبئ قصة، وفي كل شارع تتردد أصداء الماضي، وفي كل وجه تنعكس حكاية من حكايات التطور والطموح، هذه المدينة التي لم تعرف المستحيل يوماً، تعود اليوم إلى جذورها، ليس لمجرد استعادة الذكريات، بل لحفظها وصونها للأجيال القادمة.
إطلاق مبادرة «إرث دبي» بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، يمثل خطوة نوعية في مسيرة توثيق تاريخ الإمارة، حيث تفتح المبادرة الباب أمام المجتمع للمشاركة في كتابة فصل جديد من السردية الوطنية، عبر جمع وحفظ القصص والتجارب الحياتية التي تعكس ملامح تطور دبي وحياة أهلها على مر العقود.
ونقرأ بين السطور أن المبادرة لا تقتصر على جمع المعلومات، بل تسعى إلى تحويل الذاكرة الجماعية إلى أرشيف رقمي حي، يربط الماضي بالحاضر، ويمنح الأجيال القادمة نافذة على إرث مدينة لم تتوقف عن الإلهام.
ولا خلاف على أن تاريخ المدن العظيمة لا يكتب فقط في السجلات الرسمية، بل يعيش في قصص أهلها، وذكرياتهم اليومية، وأيضاً في اللحظات التي صنعت الفارق.
ومن هنا، تأتي أهمية «إرث دبي»، كمشروع توثيقي، يرسخ قيم الهوية والارتباط بالجذور.
إن دور الإعلام في هذه المبادرة مهم كونه جزءاً من المجتمع، وما يمتلكه من آليات وتقنيات وكوادر قادرة على التوثيق وصناعة المحتوى الذي يخلد هذه القصص، وذلك من خلال تبني نهج استقصائي توثيقي، يهدف إلى نقل الحكايات، وتحليل سياقها التاريخي.
علاوة على توظيف الفيديوهات، والبودكاست، والوثائقيات، والصور التفاعلية لتوفير تجربة غنية تعيد إحياء الماضي بأسلوب حديث، كما يجب على الإعلام تحفيز الجمهور على التفاعل والمساهمة، سواء من خلال منصات التواصل الاجتماعي أو البرامج الحوارية. أن تشارك في هذه المبادرة، يعني أنك تساهم في حفظ ذاكرة مدينتك، أن توثق قصة، يعني أنك تمنح الأجيال القادمة فرصة لفهم ماضيهم واستلهام مستقبلهم! وهكذا، تظل دبي، كما كانت دائماً، مدينة لا تتوقف عن الحلم والإلهام.