«يوسبيك» جمعية لبنانية للدفاع عن حقوق النساء وتمكينهن

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتحدّث رئيسة جمعية «يوسبيك» روان ياغي، حول تمكين المرأة اللبنانية من خلال التربية على المواطنة، إذ إنه لطالما ناضلت النساء اللبنانيات ضد التمييز بين الجنسين السائد في النظام اللبناني، في حين قطع الناشطون أشواطاً كبيرة هذا العام فيما يتعلق بنشر الوعي السياسي والاجتماعي، ولكن لا تزال الحماية القانونية الوطنية من العنف المنزلي والاعتداء الجنسي غير كافية. إذ تعتمد الدولة اللبنانية إطاراً ضعيفًا لحقوق المرأة الأساسية، لا سيما في أمور مثل الطلاق وحقوق الملكية وحضانة الأطفال بعد الطلاق.

أنشأت روان ياغي، وهي معلمة سابقة مقيمة في منطقة بعلبك الواقعة في شمال شرق لبنان، جمعية «يوسبيك» كمشروع اجتماعي في عام 2009 بهدف منح المواطنين اللبنانيين صوتًا أكثر فعالية ودورًا أكبر، لا سيما أصوات النساء المهمّشة. ويتمثل الهدف الرئيسي للجمعية في إنشاء مجتمع ديمقراطي يشرك المواطنين اللبنانيين من خلال التعليم.

تقول ياغي: «خلال مسيرتي المهنية السابقة كمعلمة، كان لي دور فعّال في المجال الاجتماعي، حيث دعيت إلى واشنطن في يوم المرأة العالمي، ورأيت كيف يتم الاحتفاء بالنساء وتكريم مشاريعهن، وعندها قلت لنفسي أنا أيضًا أستطيع أن أكون مثلهن!».

أسست ياغي «يوسبيك» في يوليو 2009 وتم تسجيل المنظمة كمنظمة غير حكومية في عام 2015. ومنذ ذلك الحين، ساهمت جهودها في تعليم 2,600 امرأة اللغة الإنجليزية و1,200 امرأة عن ريادة الأعمال. كما أشرفت رائدة الأعمال على تعليم حوالي 10,000 طالب لبناني في الصفين السابع والثامن من المدارس الثانوية، والذين يتم تدريسهم منهاجًا محددًا يعتمد على موضوعات مثل المواطنة والديمقراطية.

أحد المجالات الرئيسية التي تركز عليها جمعية «يوسبيك» هو تدريس اللغة الإنجليزية. إذ تؤمن ياغي بأن اللغة الإنجليزية هي إحدى أهم الأدوات التي يمكن أن تمتلكها المرأة اللبنانية عند البحث عن عمل.

وتقول أيضًا «إنها بمثابة جواز السفر، فعندما يتعلمن اللغة الإنجليزية، سيصبحن قادرات على الوصول إلى المعلومات التي لا يطلعن عليها في العادة. إذ يمكنهن معرفة المزيد عن وسائل الإعلام، والعمل الاجتماعي ويمكنهن الحصول على الإلهام من الأفكار المختلفة».

خلال السنوات التأسيسية، استخدمت ياغي مدخراتها بالإضافة لقرض بنكي من أجل إطلاق «يوسبيك». والآن، بعد حوالي عقد من الزمان، أصبح عملها في مجال الحقوق المدنية يحظى بالاعتراف على نطاق عالمي، إذ تلقت التمويل والمنح من ألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وغيرها.

وتقول ياغي: «يأتي الكثير من تمويلنا من السفارة الأمريكية، وخاصة للتعليم - تدريس اللغة الإنجليزية واستضافة مسابقات التهجئة. وبالتعاون كذلك مع مانحين آخرين مثل برنامج المعونة البريطانية وآكشن آيد، نعمل على تعزيز التماسك الاجتماعي».

لا يقتصر العمل في «يوسبيك» على تعزيز مشاركة المرأة بالعمل الديمقراطي، ولكنه يركز أيضًا على مساعدة النساء في الوصول إلى مناصب السلطة على المستوى الحكومي. وقد عملت الجمعية مع 57 مرشحة محتملة، على أمل أن تشكل المرأة في النهاية نسبة كبيرة من النساء المنتخبات.

وتقول ياغي «لقد دعمنا المستقلين في الترشح للانتخابات النيابية. كنت أقوم بتدريب النساء الراغبات في الترشح في العديد من الأماكن المختلفة في لبنان. نحن ندعم جميع أعمالنا الاجتماعية من خلال دورات اللغة الإنجليزية منخفضة التكلفة. كما نعمل على العديد من المسائل المختلفة المتعلقة بالمرشحات، لأننا نؤمن أن العمل النيابي هو الذي سيعطي المرأة صوتًا أكثر فعالية ودوراً أكبر في المجتمع».

توظف «يوسبيك» حالياً عشرة موظفين بدوام كامل إلى جانب أربعة موظفين بدوام جزئي، بينما تعمل أيضًا جنبًا إلى جنب مع 80 متعاقدًا. ولا تقتصر المهمة على زيادة الوعي السياسي العام فحسب، بل تسليط الضوء على مواضيع أكثر حساسية، مثل منع التطرف، ودور النساء في تربية أطفالهن ليكونوا مواطنين غير عنيفين، ومعاداة الطائفية، والعنف ضد الأطفال.

إن محاولة تغيير المشهد السياسي ليست بالمهمة اليسيرة لياغي وفريقها، لكنها تعتقد أن التفكير الإيجابي ضروري لأي مؤسسة اجتماعية ترغب في تحقيق أهدافها.

وتقول أيضاً: «إذا شعرت أنك شخص ناجح، فستكون شخصًا ناجحًا بالفعل. إذا كانت لديك فكرة ملهمة، إيمانك بهذه الفكرة سيضمن لك الحصول على التمويل. احرص على خلق الأفكار المبتكرة، وطور خطة العمل، وثق بنفسك لتحقق ما تريد».

 

 

 

Email