«ليتل جنينة» منصّة تونسية لبيع المنتجات الطبيعية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قررت سيدة الأعمال التونسية إيمان شعبان ترك وظيفتها في إحدى الشركات الكبرى من أجل تحقيق تأثير مجتمعي أكبر من خلال إطلاق منصة للتجارة الإلكترونية تساعد الحرفيين المحليين وصناع المنتجات الطبيعية.

وارتفعت المبيعات عبر منصة «ليتل جنينة» (Little Jenaina (www.littlejenaina.tn التي تحتوي على 360 سلعة تشمل، الأطعمة العضوية ومستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية، منذ بداية جائحة فيروس كورونا بعد أن دفعت القيود على الحركة التونسيين لتجربة التسوق عبر الإنترنت.

وقالت إيمان، التي تعمل أيضاً مستشارة لعدد من الشركات بعد سنوات عديدة من عملها مديراً مالياً ومدقق حسابات: «كان انتشار التجارة الإلكترونية قليلاً للغاية ولكن منذ بدء الإغلاق شهدنا زيادة كبيرة في الطلب وتضاعفت مبيعاتنا في أبريل الماضي».

وأضافت إيمان، التي تملك مزرعة صغيرة بالقرب من تونس العاصمة: «عندما تركت وظيفتي كنت قد سئمت تلك البيئة وأردت أن أجد شيئاً أكثر فائدة. لطالما كنت مهتمة بالمنتجات العضوية والطبيعية».

بدأ العمل التحضيري على منصة «ليتل جنينة» أوائل 2018 وشمل ستة أشهر من العمل مع إحدى حاضنات الشركات الناشئة في تونس قبل إطلاق الموقع في أكتوبر من ذلك العام. وقررت إيمان شراء نصيب الشريك المؤسس الآخر في مارس الماضي، وهي الآن المالك الوحيد للشركة ولديها موظفة وحيدة تساعدها في إدارة عمليات الشركة.

أهمية رواية القصص

ترى إيمان أنه توجد قصة وراء كل منتج، ومن أشهر هذه المنتجات شامبو العسل صديق البيئة والزيوت النباتية التي تُستخدم كمستحضرات تجميل.

وقالت إيمان: «نحن لا نختار المنتجات فحسب، بل لا يقل الشخص الذي يصنع هذه المنتجات أهمية عنها. نعمل مع أشخاص شغوفين بما يفعلونه ولديهم وعي بيئي».

وتابعت قائلةً: «نحن نشجع الحرفيين والشركات الصغيرة التي تزوِّد منتجاتنا ونستخدم أسماء علاماتهم التجارية وليس أسماءنا. ما يوحِد منتجاتنا هو أنها جميعها صحية وطبيعية. لن نبيع منتجات لها تأثير سلبي على البيئة».

جميع المنتجات التي تُباع عبر المنصة طبيعية ولكنها ليست عضوية بالضرورة بسبب التكلفة وصعوبة الحصول على شهادة اعتماد للمنتجات العضوية في تونس. تقتصر المبيعات في الوقت الحالي على تونس بسبب الرسوم الجمركية المفروضة على المبيعات لدول الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال. وعلى عكس بعض منصات التجارة الإلكترونية، تشتري منصة «ليتل جنينة» المنتجات من الموردين ثم تعيد بيعها مقابل ربح بسيط بدلاً من أخذ عمولة.

تمثل الخدمات اللوجستية أكبر التحديات التي تواجه الشركة لا سيما أن الدفع بالبطاقات عبر الإنترنت ما زال نادراً في تونس، إذ يدفع جميع العملاء تقريباً قيمة مشترياتهم نقداً عند الاستلام ويجمع مندوب شركة الشحن الأموال ثم يوصلها إلى «ليتل جيناينا».

وفي الوقت نفسه ما زالت إيمان مضطرة لدفع المال لمورديها؛ لذلك قد تواجه صعوبة في إدارة التدفق النقدي. كذلك يمكن أن يؤدي خيار الدفع عند الاستلام إلى انخفاض المبيعات إذا لم يتواجد المشتري في منزله عند توصيل الشحنة أو إذا تغير رأيه في هذه الأثناء. إذ إن نحو 5 -7% من الطلبات عبر منصة «ليتل جنينة» لا تُستوفى.

وقالت إيمان: «دائماً ما نتصل بالعملاء عندما يتعاملون معنا لأول مرة للتحقق من صحة الطلب ومن رغبتهم في إتمام عملية الشراء لتقليل مثل هذه المشكلات».

يُعَّد معظم عملاء المنصة من النساء في سن 18 إلى 70 عاماً، في حين يبلغ متوسط سن العملاء 38 عاماً، وتكون معظم المبيعات لعملاء يعيشون في تونس العاصمة.

وأوضحت إيمان قائلةً: «لدينا قاعدة عملاء كبيرة وبدأنا في التوسع إلى مدن تونس الأخرى، حيث يصعب الوصول لهذه الأنواع من المنتجات الطبيعية ويكون العملاء أكثر تقبلاً لفكرة شرائها عبر الإنترنت».

ازدادت إيرادات المبيعات بنسبة 30 % هذا العام ووصلت الشركة إلى نقطة التعادل، على الرغم من أن إيمان لم تدفع لنفسها راتباً حتى الآن.

وقالت إيمان، التي تخطط للدخول في شراكة مع شركات في أسواق أخرى من أجل التصدير إلى الخارج: «أريد تطوير الشركة وأريد مضاعفة مبيعاتنا مرتين أو ثلاث مرات خلال العامين القادمين وتوجد إمكانية لذلك».

قررت إيمان أن تطلق على شركتها اسم Little Jenaina بعد دراسة متأنية. وفي اللغة العربية يوجد معنيان لكلمة «جنينة». وعلقت إيمان قائلةً: «إنه اسم قديم مثل اسم الجدة، وهو يعني أيضاً الحديقة الصغيرة. كنا نريد أن يكون لدينا اسم يعكس التقاليد لأننا لدينا بعض المنتجات المصنوعة حسب التقاليد، وكأن الأمر كما لو كانت جدتك هي التي تصنع هذه المنتجات، وكنا نريد أيضاً إظهار ارتباطنا بالطبيعة».

* باحث اجتماعي

Email