تشجيع رائدات الأعمال في البحرين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

برزت البحرين مؤخرًا بصفتها واحدةً من أعلى 10 دول في العالم من حيث نسبة مؤسسي الشركات الناشئة من النساء. ولكن ما هو سر تفوقها في ذلك؟

ردًا على سؤال لماذا تتفوق البحرين في تشجيع رائدات الأعمال، أجابت رائدة الأعمال البحرينية ندى علاوي قائلةً: «تحظى النساء بمكانة عالية في البحرين». وتركت ندى، المديرة التنفيذية السابقة بإحدى شركات النفط والغاز، وظيفتها ذات الراتب الكبير في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية للعودة إلى الشرق الأوسط ومساعدة عائلتها على تأسيس مركز للصحة والسلامة المهنية.

إلى جانب ذلك، أطلقت ندى مع شقيقتها نور علامتهما التجارية Annada، وهي علامة تجارية للأزياء والإكسسوارات الفاخرة بأسعار في المتناول تهدف إلى تحويل الأعمال الفنية إلى أزياء وإكسسوارات تناسب نمط الحياة، وتُباع منتجاتها بالتجزئة بالعديد من الدول في جميع أنحاء المنطقة. ومن بين الفنانين الذين استعانت الأختان ندى ونور بأعمالهم الخطاط البحريني عبد الإله العرب ومواطنه الفنان التجريبي جمال عبد الرحيم.

وقالت ندى: «بالتأكيد يضع مجتمعنا بعض القيود العائلية على المرأة، لكن البيئة التي نشأت فيها منفتحة. لديَّ الحرية لاتخاذ قراراتي بنفسي ولا أشعر أبدًا أن جنسي يعيق تفوقي كرائدة أعمال».

وتتمتع البحرين بأعلى نسبة لمؤسسي الشركات من الإناث في العالم، وفقًا لتقرير النظام الإيكولوجي العالمي للشركات الناشئة GSER لعام 2019. إذ أُسِسَت نحو 18% من شركات البلاد على يد النساء، متفوقةً على أنظمة إيكولوجية أقوى مثل لندن (15%) ووادي السليكون (16%).

الأمر المثير للإعجاب هو أن البلاد تتمتع الآن بالمساواة بين الجنسين في ملكية الشركات، إذ تظهر البيانات الرسمية أن 49% من جميع التسجيلات التجارية في المملكة لعام 2018 كانت للنساء.

من جانبها، قالت هالة أحمد سليمان، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة Beyond Borders Consultancy -وهي شركة لاستشارات الإدارة والاتصالات الاستراتيجية، والشريك المؤسس لمنصة الراوي الإعلامية -وهي منصة مفتوحة لمحتوى الكتب الصوتية باللغة العربية، إن نجاح بلادها في تشجيع رائدات الأعمال يأتي نتيجة تركيز شامل.

وأوضحت هالة قائلةً: «وفقًا للإحصاءات، أصبحت النساء في البحرين أكثر مشاركة في عالم الأعمال بفضل الكم الهائل من العوامل المساعدة والفرص التي يوفرها النظام البيئي لريادة الأعمال. هناك العديد من التمويلات وبرامج التدريب التي يجري تطويرها لتمكين المرأة أو تطويرها في البحرين ونقلها إلى المستوى التالي».

ونجحت هالة -التي كانت تعمل صحفية في السابق- في اكتساب قائمة رائعة من العملاء من القطاعين العام والخاص منذ إطلاق شركتها قبل أربع سنوات، عندما استفادت من هذا البرنامج التشجيعي في البحرين.

وتأسست شركتها Beyond Borders في مركز ريادات، وهو أول حاضنة أعمال من نوعها للنساء أنشأها المجلس الأعلى للمرأة وبنك البحرين للتنمية، وبدعم من صندوق تمكين لتمويل الأعمال. وفي عام 2016، أنشأت البحرين محفظة تنمية المرأة البحرينية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي لمساعدة رائدات الأعمال الطموحات بالدعم المالي والتدريب والمشورة لمساعدتهن على إطلاق شركاتهن الناشئة الخاصة.

وبسبب احتياطياتها المحدودة من الهيدروكربونات، كانت المملكة من أولى الدول في المنطقة التي شرعت في بدء برنامج التنويع الاقتصادي. على مر السنوات، حرصت البحرين على أن توفر منصة الإطلاق الأكثر فعالية من حيث التكلفة للشركات الناشئة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، إذ تقدر شركة KPMG العالمية أن تكلفة إطلاق شركة جديدة في البحرين أقل بنسبة 35% مقارنةً بالدول المماثلة لها؛ بفضل انخفاض تكلفة القوى العاملة وإيجارات المكاتب.

وتشمل قائمة سيدات الأعمال البحرينيات اللاتي حققن نجاحًا باهرًا في الآونة الأخيرة كلًا من: ناريس قمبر مؤسسة مطعم زعفران ومخبز جنى، والفنانة أمينة العباسي مؤسسة جاليري أمينة، والمصممة صوفيا العصفور مؤسسة العلامة التجارية لحقائب اليد الفاخرة التي تحمل اسمها.

هناك أيضًا العلامة التجارية جرين بار التي أسستها ريم آل خليفة لمنتجات الصحة والجمال، والتي حجزت عام 2019 مكانًا لها في بيور جراي سبا بفندق ميرشنت هاوس المنامة، وهو أول فندق صغير من فئة الخمس نجوم في البلاد وتديره مجموعة فنادق كامبل جراي العالمية.

ومع ذلك، ترى رائدات الأعمال البحرينيات أنه ما زال يمكن تقديم المزيد لهن. إذ قالت هالة: «ما زال هناك الكثير من العمل المطلوب في مجالات محو الأمية المالية والمشكلات المتعلقة بالآثار القانونية والاستثمارات والمساهمين وقضايا الشراكة اللازمة لتثقيف النساء وتمكينهن أكثر في الأعمال التجارية».

في حين أشارت ندى إلى القضايا المشتركة بين رواد الأعمال في كل مكان.

وقالت ندى: «ما زالت هناك بعض العيوب التي تواجه رائدات الأعمال اللاتي يبحثن عن التمويل، ولست متأكدة ما إذا كان الأمر مختلفًا بالنسبة لرواد الأعمال من الرجال». وتعمل شركة Annada منذ عام 2011، لكن ندى تشعر أن هناك محدودية في التمويل ورؤوس الأموال داخل المنطقة، ربما بسبب أن صناديق الاستثمار ترى الشركات التكنولوجية الناشئة أكثر بريقًا أو توفر إمكانات أكبر لتحقيق العوائد.

وأضافت ندى قائلةً: «يقولون إن هناك الكثير من المال في المنطقة، لكنني أشعر أحيانًا أن هذا المال موجه لقطاعات معينة. الأمر يشبه كما لو أن الاستثمار في أي شيء لا يتعلق بالتكنولوجيا يمثل مخاطرة. لكن يجب أن نتذكر أن 7 من كل 10 شركات ناشئة تفشل خلال السنوات الثلاث الأولى».

وإلى جانب توفير النظام البيئي للشركات الناشئة، ترغب ندى في رؤية المزيد من مسرعات الأعمال للشركات الراغبة في التوسع. وقالت ندى: «هناك الكثير من الدعم للشركات الناشئة، وكان ذلك أحد الأسباب الرئيسية التي جعلتني أتمكن من إطلاق شركة جديدة. لكنني الآن بمرحلة الرغبة في التوسع وأشعر بالفضول لرؤية ماذا ينتظرني بعد ذلك».

 

 

Email