ليبيا تدعم تعزيز الشركات الناشئة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تهدف شركة تطوير للأبحاث، إلى تغيير نموذج تنمية الاقتصاد في ليبيا، وتمكين القطاع الخاص ليقود خلق اقتصاد مُستند إلى المعرفة.

يعمل الشباب الليبي على الاستفادة من شغفهم لريادة المشروعات، وإدراك ذلك على أرض الواقع، باتباع مخطط مُبتكر، يهدف إلى تقليل الاعتماد على وظائف القطاع العام، وخلق اقتصاد عالي التقنية، مُستند إلى المعرفة لتحسين الأوضاع في ليبيا.

ربما يبدو من الصعب تحقيق مثل هذه الأهداف، نظراً لأن مساحات كبيرة من البلاد لا تخضع لسيطرة الحكومة المُعترَّف بها دولياً ونصيب الفرد من الدخل أقل بنسبة 37 % من نظيره قبل الحرب الأهلية في ليبيا.

ولكن شركة تطوير للأبحاث المملوكة للدولة، تحملَّت عبء هذه المهمة قبل الحرب الأهلية، مستوحية ذلك من الأوضاع بعيدة المنال في إستونيا، كرائدة في مجال التقنية، الأمر الذي تحقق من خلال سياسات الحكومة الحكيمة بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي في عام 1991.

يقول خالد المفتي مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تطوير «تهدف شركة تطوير، إلى تغيير نموذج تنمية الاقتصاد في ليبيا، وتمكين القطاع الخاص ليقود خلق اقتصاد مُستند إلى المعرفة. تواجه ليبيا اثنين من التحديات الاقتصادية الرئيسة، الإفراط في الاعتماد على موارد النفط والغاز الطبيعي، وكذلك يعمل 90 % من القوى العاملة في الحكومة».

أطلقت شركة تطوير مسابقة إنجازي للشركات الناشئة، بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الشهير في منتصف عام 2017. شارك بالمسابقة قرابة 130 فريقاً من مختلف أنحاء ليبيا، مع كون 40 % من المشاركين من السيدات. حصل أفضل 20 فريقاً على مكافأة خمسة أسابيع من التدريب المُكثف لتنمية أفكارهم.

أفضل 10 فرق سافروا إلى بيروت للحصول على مزيد من التدريب لمدة أسبوعين. من بين أفضل 20 فريقاً، انبثقت ثماني شركات تعمل بكامل قوتها الآن، بينما قضى أفضل ثلاثة فرق، أسبوعاً في لندن للتعرف إلى الشركات الناشئة الأخرى، وكذلك مُسرِعات، ورجال الأعمال.

قصص النجاحات

فاطمة ناصر، التي تبلغ من العمر 20 عاماً، كانت من بين رائدات الأعمال الشابات اللاتي شاركن في المسابقة، حيث أطلقت، وشريكتها المؤسسة، عزيزة آدم، خدمات توصيل الطعام «يمي Yummy»، بدعم من شركة تطوير. سندباد Sinbad، لعبة اللوحة الرقمية التعليمية، ولسان Lisan، السوار عالي التقنية، الذي يُمكِّن الصُمْ من التواصل مع الآخرين، كوسيلة تواصل بين مُتقني لغة الإشارة وغير مُتقنيها، هما اثنان من المشروعات الناشئة الأخرى المُنبثقَّة عن برنامج تطوير.

يقول ناصر «في وقت ما، كان يمى Yummy مجرد فكرة على ورق، لذلك قررنا المشاركة في المسابقة، وتم قبول اشتراكنا، ومنذ ذلك الحين، أنشأنا شبكة ضخمة من العلاقات مع رواد الأعمال الآخرين في ليبيا. ساعدنا ذلك كثيراً، لأننا كنا نفتقر إلى الدراية اللازمة ببناء شركة تجارية».

مسابقة إنجازي، هي جزء من مشروع ريادة الأعمال الأوسع نطاقاً التابع لشركة تطوير، المكون من العديد من المبادرات التي تدور جميعها حول هدف إنشاء 90 من الشركات الناشئة الناجحة بحلول 2020.

يوضح المفتي «نفتقد في ليبيا إلى قصص النجاحات، النماذج التي يمكن لها إلهام صغار رواد الأعمال. نأمل أن يسلط إنجاز الضوء على بعض من تلك الشركات الناشئة، فأشخاص مثل بيل غيتس ومارك زوكربيرغ رائعون حقاً، ولكن بالنسبة لليبيين، هم أقرب إلى أن يكونوا أشخاصاً من كوكب آخر. لم يواجهوا مشكلات انقطاع الكهرباء، أو الإنترنت، أو وبال الحروب، عندما كانوا يحاولون تحقيق النجاح».

«محمود وفاطمة، وغيرهم من الفائزين في مسابقة إنجازي، ممن حققوا نجاحات كبيرة، يمثلون الآن نماذج يحتذي بهم الليبيون لتحقيق النجاحات».

برنامج الترميز من أجل الأطفال التجريبي، برعاية شركة تطوير، الذي انطلق في عام 2016، لتقديم دورات الترميز إلى التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 8 سنوات في ثماني مدارس في مدينة بنغازي. تسعى الشركة الآن للحصول على الرعاية التجارية لتطبيق المخطط على الصعيد الوطني، ومن المتوقع أن يتم تطبيق برنامج الترميز من أجل الأطفال في 100 مدرسة أخرى في جميع أنحاء ليبيا بحلول شهر سبتمبر.

كون الحوكمة المركزية في ليبيا تناضل من أجل فرض سلطتها في جميع أنحاء البلاد، تحولت شركة تطوير إلى منظمة غير حكومية، كي تتمكن من تنفيذ خططها. هذا يشمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الاتحاد الأوروبي، وبرنامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID.

على المدى البعيد، سوف تركز شركة تطوير جهودها على تنمية الشركات المحلية المتخصصة في مجالات الطاقة المتجددة، وتغيير المناخ، والرعاية الصحية، والخدمات التعليمية والمالية.

يقول المفتي «سوف يكون لهذه الجوانب تأثير كبير في العالم والاقتصاد العالمي. كانت مسابقة إنجازي الأولى، أكثر عمومية لإنشاء نظام إيكولوجي للشركات الناشئة، ولكن بالمضي قدماً، سوف نشارك بصورة أكبر لتنمية تلك التقنيات المحددة. لدينا فرق عمل في شركة تطوير تقوم بأبحاث تقنية متقدمة، لذلك نفهم جيداً كيف تسير الأمور. ومن ثم، عندما نقوم بربط ذلك بالتكنولوجيا من خلال البرنامج، نحصل على توجه واضح حول كيفية بناء هذا النظام الإيكولوجي».

تساعد شركة تطوير، الحكومة كذلك في إنشاء المنطقة الحرة المريسة بالقرب من بنغازي، ووضع المخطط الرئيس لموقع مساحته 1,200 هكتار. هذه تمثل واحدة من مناطق التنمية الاقتصادية، التي تتميز بثمانية من التجمعات التجارية التي تشمل ميناء، ومنطقة مالية، وحظائر علمية وتكنولوجية، ومناطق صناعية.

تساعد كذلك شركة DLA Piper، في إنشاء الهيكل القانوني للمنطقة الحرة، لتصبح أكثر ملاءمة للمستثمرين، بينما توفر شركة Mott McDonald البريطانية، المشورة الهندسية.

يضيف المفتي، الذي يتوقع أن تبدأ مناقصات المشروعات في أواخر عام 2018 «دخلنا في مشاورات مع المستثمرين والمطورين من مختلف أنحاء العالم. كانت المباحثات الأولية حقاً إيجابية، مع وجود اهتمام خاص من الشرق الأقصى والصين وكوريا الجنوبية، وكذلك بعض المستثمرين من الشرق الأوسط».

Ⅶباحث اجتماعي

Email