قد يتساءل البعض عن سبب التفاعل الكبير مع حملة نبذ الإساءة و«التبليك قبل التعليق»، التي دعا إليها معالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، ولماذا تصدرت أخبار هذه الحملة الصحف والمواقع الإلكترونية الإخبارية الرسمية، وتناقلتها منصات التواصل الاجتماعي، ولماذا التف الجميع حول هذه الحملة، وأجمعوا على دعمها، وتأييدها فقد بلغ السيل الزبى، ولم يعد هناك قوة بإمكانها تحمل هذا الكم من الإساءات بين الأشقاء، التي تجاوزت كل الحدود والمسافات والخطوط بكل ألوانها.

الجواب بكل بساطة يكمن في استشعار الجميع حجم المشكلة ورغبتهم في إيجاد حل جذري لها، حتى يعود الاستقرار إلى هذه الوسيلة على الرغم من أهميتها، التي أسيء استخدامها من قبل البعض بدل من الاستفادة من الفرص التي تتيحها، والتي لم تتمكن أي وسيلة على مر العصور من إتاحتها للأفراد والمجتمعات.

ولا مبالغة في قول إن الحملة فرضت نفسها على ملتقيات واجتماعات عقدت خلال الأيام الماضية لعل أهمها اجتماع مجلس إدارة اتحاد الصحفيين الخليجيين، الذي كان في سلطنة عمان وأجمع المجلس على بحث موضوع الإساءات، التي تتعرض لها دول مجلس التعاون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأكدوا ضرورة وقفها، والعمل على حملات لمكافحتها، مشددين على ضرورة توعية مستخدمي هذه الوسائل من المغردين وغيرهم.

أما وقد التقت إرادة المجتمعات الخليجية بمؤسساتها الإعلامية على مكافحة هذه الآفة فلابد أن تكون الخطوات المقبلة أكثر جدية وفاعلة بنفس تفاعلها مع الحملة حفاظاً على أمنها واستقرارها ووحدتها، مع التأكيد مجدداً على أنه ليس هناك أي مساس بالحريات الصحفية، فحرية الرأي والتعبير عنه مكفولة بالقانون، وتضمنها الأعراف الصحفية في مختلف المؤسسات، ولم ينل من تلك الحريات شيء، بل كان الإعلام بما فيه من حريات الشريك الأكبر لتنمية وتطور المجتمعات، وداعماً لخطط الحكومات، التي بدورها أدركت أهمية هذا الدور المهم، الذي مارسه الإعلام.