غسيل قذر لأعمال قذرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نتساءل أي غسيل قذر للأدمغة مارسه التنظيم الإرهابي «داعش» على الشباب حتى يكونوا لعبة بين يديه يدفعهم لتفجير انتحاري في أطهر بقعة على وجه الأرض، ماذا فعل بهم حتى أصبحوا مسيرين ومنقادين لأفكار متطرفة ليرتكبوا في ليلة رمضانية مباركة جريمة شنيعة بمعنى الكلمة ضد المسلمين في يوم صيامهم، في لحظات روحانية بين أذان المغرب والإقامة، قطعت جريمتهم النكراء هدوء وسكينة ووقار تلك اللحظات الروحانية المباركة.

نتساءل هل ما يحدث في الشقيقة المملكة العربية السعودية هو تنفيذ «داعشي» لتهديد إيراني؟ أم هو ثمن مواقف معينة في دفاعها عن أراضيها وحدودها وحماية المنطقة بأكملها وصوناً لكرامتها، أم هو حقد دفين في نفوس من لا يريدون الخير للمنطقة؟

الهجمات الإرهابية التي طالت ساحة بالقرب من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة وفي جدة والقطيف هجمات فاشلة، ولكن وقد وصل الإرهاب إلى الحرم النبوي فلا حديث يفوق بعد ذلك حديث الضرب بقوة والانتقام بشدة ممن تجرأ على ذلك.

نترك البعيد ونقترب من الداخل، ما الذي جعل الشباب يقعون فريسة سهلة للتنظيمات الإرهابية عبر مواقع شبكات التواصل الاجتماعي؟ ما الذي جعل الإرهاب ينجح في تجنيد الشباب ليستغلهم لضرب أمن واستقرار أوطانهم.

محاولات النيل من أمن المملكة العربية السعودية، التي لا يساورنا أدنى شك في قدرة أجهزتها الأمنية على التصدي للإرهاب والضرب بيد من حديد كل من يحاول النيل من استقرارها، هي محاولات لضرب إنجازات ومكتسبات تحققت وطموحات لغد فيه الكثير مما تنشده شعوب المنطقة، وتقويض الأمن في منطقة يبذل قادة دولها الكثير لجعلها آمنة ومستقرة، وإن كانت ككتلة تحدّها النيران المشتعلة من كل الجهات والخطر يتربص بها من كل صوب.

الرهان على مستقبل المنطقة بيد الشباب أنفسهم الذين لا بد أن يكونوا على وعي كبير بما يحاك حولهم، وما تسعى إليه التنظيمات الإرهابية لجعلهم اليد التي تضرب استقرار أوطانهم وتقوض أمنها بأيدي شبابها الذين يذهبون ضحايا الإرهاب والفكر المتطرف، وقد أصبحوا كالقطيع يهشهم الإرهابيون أينما شاءوا.

وحتى تبيد الدول هذه الجماعات وتنهي صراعها معها، وتخلص البشرية من شرهم وخطرهم وحقدهم على الإسلام وأهله، على الدول أن تعمل أكثر على تقوية جبهتها الداخلية التي إن قويت استعصى على الجهات الخارجية ضربها أو تعريض أمنها واستقرارها للخطر، ولا بد من التغيير ومواجهة هذا الواقع.

ليس على عاتق الجهات الأمنية وحدها تقع مسؤولية حفظ أمن الأوطان، بل هناك مسؤولية مجتمعية لا بد للجميع أن يؤديها على أكمل وجه، وقبل وقوع المحظور في أي مكان لا بد من الضرب بقوة وبشدة على يد كل من تسوّل له نفسه الاقتراب من أمن الدول والمجتمعات.

Email