أمن السعودية خط أحمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تنتظر المملكة العربية السعودية طويلاً حتى تقف بحزم وتحسم الاعتداء السافر على بعثتها الدبلوماسية وأرسلت رسالة قوية بعد بيان شديد اللهجة أصدرته إثر غوغائية غير معهودة في التعامل مع البعثات الأجنبية التي تحكمها اتفاقيات دولية لابد أن تحترم في حفظ أمن وسلامة البعثات الدبلوماسية باعتبارهم ضيوفاً.

رسالتها إلى النظام الإيراني كان بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران وطرد دبلوماسييها في غضون 48 ساعة.

رد فعل المملكة العربية السعودية وقرار الطرد لم يأتِ هكذا بل سبقته إجراءات عدة بدأت باستدعاء السفير الإيراني وتسليمه رسالة احتجاج شديدة اللهجة تستهجن الاعتداء على مقري بعثتها الدبلوماسية في طهران ومشهد، ومن ثم إحاطة مجلس الأمن ومجلس التعاون لدول الخليج العربي وجامعة الدول العربية والمنظمة الإسلامية، وجميع الدول التي لها علاقات معها، تستنكر تحريض المسؤولين في إيران انتهاك حرمة البعثة الدبلوماسية، فكان آخر العلاج الكي واستئصال المرض حتى يتعافى الجسد.

ليست المرة الأولى التي تواجه المملكة فيها مثل هذه الاعتداءات، بل سبقتها اعتداءات سافرة دون أن تأخذ تدابير، فكان لا بد من موقف حازم يحسم هذا العبث فليس من المنطق أن يكون العنف هو سبيل التعبير عن موقف ضد بعثة تؤدي واجبها.

كل الحق للمملكة العربية السعودية في الدفاع عن قراراتها في تنفيذ أحكام ضد مواطنيها عبثوا بأمنها واغتالوا رجالها دون ذنب وأشاعوا الفوضى في مدنها ودانوا بالولاء لمن يبغى الشر لها، وليس لأحد الاعتراض أو التدخل في أمور سيادية لا تقبل الاقتراب منها.

أن تتحول المذاهب إلى أحزاب سياسية أمر مرفوض، وأن تكون السفارات عرضة لاعتداءات وهجمات منظمة أيضا مرفوض، كما هو التدخل في شؤون الدول مرفوض، والتصعيد في منطقة ملتهبة لا ينقصها المزيد من الزيت حتى تزيد النار اشتعالاً هو أيضاً لعب بالنار.

Email