دبي الفرح والإبهار

ت + ت - الحجم الطبيعي

كعادتها عادت وأوفت وأبهرت العالم، ليس باحتفائها، واحتفالها بمقدم العام الجديد، وإدخال السرور إلى نفوس البشرية بالعروض في أكثر من مكان، بل بالدرس العظيم، الذي قدمته للعالم على الهواء مباشرة، حين وقع حادث عرضي في توقيت صعب، إذ شب حريق كبير في واجهة أحد الفنادق الواقعة في محيط الاحتفالات، التي احتضنت عشرات الآلاف من البشر، في محيط أعلى برج في العالم وهو برج خليفة.

الحادث في حد ذاته وارد الحدوث في أي مكان نتيجة أي خطأ بشري أو فني، لكن التحدي في تداعيات حريق كبير نشب في فندق كبير بطوابقه المتعددة.

ما حدث ليلة رأس السنة سيبقى عالقاً في الأذهان، أحداث برهنت على حرفية رجال الأمن والإنقاذ والإسعاف والإطفاء، بدا كل شيء كأنه ضرب من الخيال، حريق كبير في مكان يعج بالآلاف، الكل فرح وسعيد، وينتظر حدثاً استثنائياً، وفجأة وأمام الملايين، الذين كانت تنقل وكالات الأعلام والفضائيات العربية والعالمية استقبالهم الحدث الكبير، يشب حريق في واجهة فندق بالقرب من محيط الحدث قبل الانطلاق بسويعات قليلة، واعتلت النيران حتى ظن من يراها أن ضحاياها سيكونون بالمئات، وأن كل ما أعد من أجل الليلة قد التهمته النيران في دقائق، ولكن خابت الظنون، وصدقت الإرادة والعزيمة، حين تمكنت جهات الأمن من إخلاء المكان بنجاح فائق، وحينما أصبح كل شيء تحت السيطرة، أعلنت الجهة المنظمة إقامة الاحتفالات عند برج خليفة، وسائر الأماكن التي أعدت للفرح.

 وكأن السلطات كانت على موعد لعمل بروفة حية على الهواء مباشرة، في إظهار مقدرتها في التعامل مع الطوارئ، وتؤدي أدوار البطولة وتعلن نهاية الحدث لصالحها، ويصفق العالم أجمع لدبي محمد بن راشد آل مكتوم.

نعم، النجاح والتميز اللذان تتمسك بهما جهات تتفانى في سلامة الناس، وأخرى تعمل على إنقاذهم، وإعلام شفاف يقدم المعلومة في لحظتها بمنتهى الشفافية والصراحة والوضوح، فليس هناك ما تخفيه، فكان المكتب الإعلامي لحكومة دبي فاعلاً يقدم ما لديه، ولم تكن هناك حاجة للقيل والقال، ومزايدات ربما يزايد بها البعض. هكذا هي دبي ستبقى على الدوام «دانة الدنيا»، أطفأت الحريق في المبنى، وأبهرت العيون، وأبهجت القلوب، وأسرت النفوس، واحتفلت وسط دهشة العالم وإعجابه.

Email