مشاكل الأيتام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعداد ليست بالقليلة من الأطفال الذين تضعهم أقدارهم في مهب الريح تكون دور الإيواء ومؤسسات الرعاية الاجتماعية ملاذهم، ومع زيادة الأعداد يزداد العبء على هذه المؤسسات .

يكمن الحل في الدور الايجابي الذي تبديه بعض الأسر في تبني هؤلاء الأطفال وتعويضهم حنانا فقدوه وتقديم الرعاية الأسرية والاجتماعية و النفسية اللازمة لدمجهم في الأسر والمجتمع فيكونوا أفرادا صالحين ، لهم ما للآخرين وعليهم وما عليهم، ويساهمون في بناء المجتمع.

الأسر التي لديها هؤلاء الأطفال ترعاهم رعايتها لأبنائها الحقيقيين ولا تفرق بينهم في شيء ، إلا ما ليس في وسعها، والذي يجعلها في حرج مع هؤلاء الصغار الذي يصعب على بعضهم تفهم الأمر، وهو فيما يتعلق بموضوع تجنيسهم وعدم منحهم على الأقل جواز سفر يمكنهم من مرافقة الأسر في أسفارها ، إذ كثيرا ما يضطر أفرادها إما السفر على دفعات حتى لا يبقى الطفل وحيدا في البيت أو إلغاء سفرها تماما .

ليس السفر وحده هو العقبة التي يخلفها عدم منحهم الجواز، بل هو المشكلة التي لا تملك حيالها حلا فلا سفر من غيره ، كسائر المعاملات التي تطلب جوازا وجنسية مثل حقه في العلاج والتعليم الذي تجد البديل في الخاص ، مع المحاولات الحثيثة لدور الرعاية الاجتماعية لحل هذه المشكلات .

وحتى لاتجد هذه المؤسسات نفسها في مواجهة تحمل مسؤولية هؤلاء الايتام وحدها دون سند من المجتمع والافراد فتعجز عن أداء مهامها و رسالتها الانسانية بالشكل المطلوب وانعكاس ذلك سلبا على حياة أشخاص أبرياء يدفعون ثمن أخطاء غيرهم، وجب حل هذه المشكلات الشكلية التي تؤثر نفسيا واجتماعيا في تنشئة هؤلاء الأطفال الأيتام.

مجتمعنا خير والناس فيه مجبولون على عمل الخير ومفطورون على مد يد العون لكل محتاج، ولا تشكو الاسر التي تتبنى الايتام من بأس تحمل نفقاتهم وما يفعلون وينفقون من أجلهم، وهدفهم الوحيد إنما هو مرضاة الله، و تأخير منح هؤلاء الأيتام جنسية الدولة يشكل معاناة حقيقية. معاناة قد تكون محدودة وهم صغار لكنها تكبر وهم يكبرون، و أسئلة لا تكاد تتوقف حول هذا الشيء وهم يلاحظون تمييزا بينهم و بين بقية أفراد الاسرة.

مشكلة الايتام، أو بالأصح مشكلة الاسر التي تتبناهم، نضعها بين أيادي المسؤولين والسلطات آملين تفهمهم لما تعانيه الأسر وسعيهم لوضع حد لمشاكلهم ومعاناتهم .

Email