التعليم الحضوري.. قرار استراتيجي

رئيس التحرير المسؤول

التعليم الحضوري.. قرار استراتيجي

التاريخ:
ت + ت - الحجم الطبيعي

القرار الذي اتخذته دبي بالعودة الآمنة إلى التعليم الحضوري من خلال التدرج بتطبيقه من قبل المدارس الخاصة وصولاً إلى إلزامية الحضور الكامل في 3 أكتوبر المقبل، جاء، بكل تفاصيله، ملبياً لتطلعات الطلبة وأولياء أمورهم، وكذلك لمشغلي المدارس الخاصة أنفسهم، فهذا القرار بإجراءاته الواقعية وتدابيره الفاعلة، سواء على مستوى سلامة وصحة الطلبة والكوادر التدريسية، أو على المستوى التعليمي بفتح الأجواء الآمنة والكافية لعملية تربوية تفاعلية مثمرة، يعد خطوة غاية في الأهمية لاستعادة الحياة الطبيعية بكامل مظاهرها.

يعكس القرار والتدابير المعلنة، بوضوح، ثقة دبي بالنجاحات التي تحققت ضمن استراتيجيتها في محاصرة الجائحة، ونهجها الاستباقي الذي حصن أفراد المجتمع في جميع القطاعات، وفيما يخص أقطاب العملية التعليمية، فقد اقتربت من تحقيق غايتها القصوى في تأمين سلامتهم، إذ تشير الأرقام إلى أن نسبة تطعيم الكادر التعليمي الخاص في دبي بلغت 96%، كما تلقى 70% من الأطفال بين 12 و17 عاماً اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد.

هذه الأرقام تؤكد الاهتمام المبكر الذي أولته دبي، بقيادتها وجهاتها المختصة، لهذه الفئات، إدراكاً منها أن العودة إلى المدرسة، التي تعتبر الحاضنة الأساسية لطموح الطلبة ومكانهم الأمثل لمتابعة التعليم بكل جوانبه وأنشطته الحضورية، هو ما يجب الوصول إليه بعد تحقيق المستويات العليا من الأمان والسلامة، وهو ما يتحقق اليوم بالفعل.

محورية القرار ضمن استراتيجية دبي تجعله موضع رعاية مباشرة ومتواصلة من جميع الجهات القائمة على الشؤون التعليمية والصحية في الإمارة، فقد جاء معززاً بخطط وجاهزية عالية من هذه الجهات ومن جميع مدارس دبي الخاصة، إضافة إلى ما يواكبه من متابعة وتقييم للنظام التعليمي لضمان مواصلة الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع المدرسي.

تكامل الأدوار هو «الكرت» الرابح، الذي تضعه دبي على رأس أولوياتها في مواجهة التحديات، وهو مع هذا القرار يأخذ بعداً أكثر أهمية، ويتطلب وعياً مجتمعياً أكبر، فالقرار لم يلجأ إلى إجراءات لا طائل منها، وابتعد عن التدابير التي قد تربك الطلبة والأهالي والعملية التعليمية كاملة، واستند إلى إجراءات فاعلة كفيلة بحماية صحة الجميع، في نهج يوازن بدقة بين سلامة كل الأفراد، التي هي الأولوية الأولى دائماً، والعودة إلى الحياة الطبيعية، بما يلبي تطلعاتنا جميعاً، لذلك فإن التزام كل أطراف العملية التعليمية من طلبة وأولياء أمور وكوادر تعليمية وإدارات مدرسية، بأدوارهم المنوطة بهم، هو مسؤولية وطنية توجب أعلى درجات الحس وأقصى سلوكات الانضباط.

العودة إلى عام دراسي حضوري، لنسمع مجدداً النشيد الوطني في طوابير الصباح، هو إنجاز حقيقي للإمارات ودبي، يبعث الفخر، ومع اقتراب العام الدراسي نتمنى لجميع طلبتنا عودة آمنة إلى مقاعد دراستهم، وعماد مستقبلهم ومستقبل الوطن، وكل عام والجميع بخير.

Email