التزام مجتمعي لدحر المخدرات

رئيس التحرير المسؤول

التزام مجتمعي لدحر المخدرات

التاريخ:
ت + ت - الحجم الطبيعي

 تضع الإمارات شبابها جوهراً للتنمية، لا أولوية تتقدم عليه، فهو محركها وصانعها، وهو كذلك هدفها وغاياتها، وفي سبيل الارتقاء بهم، أعطت القيادة اهتماماً مباشراً ومتواصلاً بتمكين الشباب والارتقاء بقدراتهم ما رسخ ثروة بشرية استثنائية صنعت بسواعدها إنجازات مبهرة في القطاعات كافة، وبات الحفاظ على هذه الثروة جزءاً لا يتجزأ من الأمن الوطني الشامل للإمارات.

ما نراه جلياً في تحصين هذا الركن الأساس من أمننا الوطني، أن الدولة تنبهت مبكراً، وعملت بمثابرة، لتحقيق منعة كبيرة في هذا الجانب عبر استراتيجيات شاملة تميزت بتكامل المؤسسات المعنية بذلك، وخصوصاً في جانب حماية الشباب من أي آفات وأخطار، وفي مقدمتها آفة المخدرات الهادمة للأجيال والمجتمعات.

فالإمارات لم تقف عند ريادتها في التشريعات، وفي أجهزتها الأمنية عالية الكفاءة، ووسائلها المتقدمة في حماية المنافذ والحدود الجغرافية في وجه العصابات الظلامية، وإنما أدركت أن الحرب على هذه الآفة ودحرها، يتطلب شراكة مجتمعية واسعة بتكاتف كبير بين الجهات الأمنية والمؤسسات التربوية والإعلامية، والأكثر أهمية مؤسسة الأسرة والشباب أنفسهم، وما نلحظه اليوم بوضوح أن هذا النهج استطاع ترسيخ وعي مجتمعي يلعب دوراً محورياً في إنجاح جهود الحرب على المخدرات وحماية الأجيال منها، وتفويت الفرصة على ضعاف النفوس ممن يستهدفون أمن الأوطان باستهداف أغلى ثرواتها وهم الشباب.

الجهود الكبيرة في تعزيز الأساليب الوقائية والاستباقية، كانت ملفتة في الإمارات، وكذلك ما قدمته القدرات الأمنية الفائقة التي كانت لها إنجازات على المستوى الدولي في إسقاط عصابات كبيرة من مروجي آفة المخدرات عبر الدول، وبموازاة هذا المسار أعطت الدولة بمؤسساتها كافة، التوعية والتثقيف، أهمية قصوى، وأثمرت نتائج مبهرة في هذا المجال، إلا أن رفع مساهمة المسؤولية المجتمعية في هذا الجانب يظل بحاجة إلى جهود دائمة وعدم الركون إلى ما تحقق من إنجاز، للوصول إلى مجتمع نظيف تماماً من كل الآفات التي تعطل طاقات أجيالنا وبناة مستقبلنا.

ما أنجزته الإمارات في جهود حربها على هذه الآفة، حقق نجاحات كبيرة، سواء من خلال شراكاتها الدولية في هذا الشأن، أو على المستوى المحلي في تحصين مجتمعها، إلا أن المخاوف العالمية من تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات وترويجها وانعكاساتها الأمنية والمجتمعية، لا يمكن إخفاؤها، وهو ما تؤكد عليه الدول كافة في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، الذي يصادف الـ26 من يونيو من كل عام، الأمر الذي يستدعي التزاماً وطنياً وعملاً دولياً جماعياً لتعزيز جبهة التصدي لمخاطر هذه الآفة والعصابات السوداء التي تقف خلفها.

ونحن كذلك، كمجتمع مسؤول، أثبت وعيه العالي وتلاحمه أمام أكبر التحديات، مطالبون بالتزام دائم في تعزيز هذه الجبهة، بوعي أعمق ومسؤولية أكبر، لتظل إماراتنا وأجيالنا في مأمن من كل المخاطر.
 

Email