دبي ملتقى عالمي للغذاء

رئيس التحرير المسؤول

دبي ملتقى عالمي للغذاء

التاريخ:
ت + ت - الحجم الطبيعي

التحول الشامل الذي تسخّر دبي كل طاقاتها لتحقيقه، لا تفتح نحوه الأبواب بمبادرات اعتيادية، وإنما بمشاريع نوعية كبرى، تتميز بجرأتها وجديتها وعظيم أثرها في مسيرة التنمية المتكاملة للإمارات، وهي كذلك مشاريع تعتمد السبق في تطبيق تكنولوجيا المستقبل، وتستند إلى تاريخ مشهود له من التجارب الناجحة في مثل هذه المبادرات، وتهدف إلى تحقيق غايات وأولويات وطنية استراتيجية تعزز الأمن الوطني بمفهومه الشامل.

مشروع «وادي تكنولوجيا الغذاء»، الذي أطلقه محمد بن راشد، أمس، يعيد إلى الواجهة النجاحات العالمية الاستثنائية، التي حققتها دبي، في إنشاء المدن المتخصصة، في جميع المجالات، وما كان لهذه المدن من أثر فاعل في تحويل الإمارات إلى مركز عالمي في مختلف القطاعات الحيوية، وهي بإطلاق هذه المدينة المتخصصة للغذاء، إنما تكون قد خطت خطوة مدروسة وراسخة تقوم على خبرة وتجربة واسعة، وكذلك ترتفع على دعامات قوية وفي مقدمتها ما تشكله الإمارات كملتقى عالمي لوجستي لتجارة الغذاء، باستثمارات ضخمة في هذا المجال، وبحجم تجارة يتجاوز 100 مليار درهم سنوياً.

يظهر هذا المشروع الضخم، وهو واحد من المشاريع الكبرى التي تضعها قيادة الإمارات على رأس أجندة الأولويات، مدى الاهتمام الكبير الذي تعطيه القيادة الرشيدة لملف الأمن الغذائي في المرحلة القادمة، وتأكيد محمد بن راشد أن «الغذاء والدواء صناعات استراتيجية لمستقبل أكثر أمناً واستدامةً ورخاءً لأجيالنا القادمة»، الذي يأتي مواكباً لإطلاقه المشروع، يدلل على عزم وجدية القيادة في المضي قدماً بتسريع ومضاعفة المشاريع النوعية في هذه القطاعات الحيوية لأمن ومستقبل الوطن وأبنائه.

قدرة دبي على إنجاح مثل هذه المشاريع الجريئة، تأتي بشهادة سريعة من الشركات العالمية العديدة التي أبدت اهتماماً فورياً للبدء ضمن المنطقة الجديدة، خصوصاً ما ينبئ به الأثر الإيجابي الكبير لمدن دبي المتخصصة الأخرى، والذي يشير إلى أن هذه المدينة الجديدة سترقى إلى حاضنة عالمية واسعة تجمع بين الشركات الزراعية والمستثمرين والأبحاث والتطوير، إضافة إلى اعتمادها نهج الابتكار وتركيزها على أنظمة الاقتصاد الدائري الأخضر، وتأسيسها لمنطقة اقتصادية متكاملة في بيئة أعمال متقدمة جاذبية للاستثمارات المحلية والعالمية المباشرة والضخمة ولرواد الأعمال وأصحاب الأفكار الإبداعية.

دبي، والإمارات عموماً، بمشاريعها الطموحة، لم تعد تصبو إلى تحقيق إنجازات على المستوى المحلي، فحسب، وإنما تتطلع إلى أن تكون مرجعاً لتصدير المعرفة في قطاعات المستقبل، ومنها قطاع الغذاء الحيوي، وهذا ما تطمح إليه دبي من خلال «وادي تكنولوجيا الغذاء»، الذي يعد أيضاً مبادرة استراتيجية شاملة تدعم مساعي الدولة لتكون بين الكبار في المؤشر الغذائي العالمي لعام 2021.

Email