الامتناع عن التطعيم تحدٍ غير مبرر

رئيس التحرير المسؤول

الامتناع عن التطعيم تحدٍ غير مبرر

التاريخ:
ت + ت - الحجم الطبيعي

الأولوية القصوى التي قدمت بها الإمارات صحة كل فرد من أفراد المجتمع وحصانته وسلامته في الظرف العالمي الراهن جراء جائحة «كورونا»، كانت مفتاح السر في جميع النجاحات المتتالية التي تحققها جهود المواجهة مع الفيروس، إذ سخرت الدولة، وضمن مراحل وخطط مدروسة، كل الإمكانات والموارد لتحقيق هذه الأولوية الوطنية، حتى تعزز النظام الصحي ليكون في صدارة الأنظمة العالمية في كفاءته ومنظوماته واستجابته، وبالتالي في معدلات السيطرة على الوباء.

ما نراه اليوم من نجاح منقطع النظير في حملة التطعيم، ووصول معدل توزيع اللقاح إلى نحو 99 جرعة لكل 100 شخص، يؤكد هذه الحقيقة، ويدلل على ما أنجزته الإمارات بإصرارها واستراتيجيتها الاستثنائية، ومضيها بكل مرحلة إلى غايتها حتى تحقيق النجاح الكامل، بدعم لا محدود من القيادة، وتكاتف الأجهزة الصحية والمجتمع، ووعي كامل بأهمية كل مرحلة.

هذا النجاح يدعونا جميعاً إلى النهوض نحو مسؤوليتنا المجتمعية ودعم كافة الجهود الوطنية لتسريع التعافي الكامل وعودة الحياة إلى طبيعتها، وهو ما يفرض على كل فرد إظهار الالتزام الجماعي بالمسارعة إلى أخذ اللقاح دون تأخير.

الواقع الإيجابي الذي نشهده اليوم في الإمارات، مبشر على كل الصعد، فالحملة الوطنية للتطعيم كانت واحدة من أسرع الحملات على مستوى العالم حيث أتاحت، متابعة القيادة المباشرة والمتواصلة، وجهود الجهات الصحية، اللقاح بصورة سهلة وسريعة وفي جميع مناطق الدولة للمواطنين والمقيمين، كما أن الإقبال الكثيف على تلقي التطعيم، قابلته المراكز الصحية بنشر المزيد من المراكز لاستيعاب الأعداد المتزايدة، وإضافة إلى ذلك نشهد كل يوم توسعاً مدروساً في الفئات المستهدفة، ومع هذه الجهود وهذا الإقبال لا يمكن النظر إلى الامتناع عن تلقي اللقاح إلا كتحدٍ غير مبرر للإجماع على ضرورة الالتزام بالمسؤولية الوطنية لتحصين الجميع.

تمسكت الإمارات منذ البداية، بأن يكون تلقي اللقاح اختيارياً، رغم أن دولاً كثيرة فرضت قيوداً وإجراءات مشددة لمواجهة امتناع غير المطعمين، ولكن هذا لا يعفي أحداً من مسؤوليته، خصوصاً أن اللقاحات، التي توفرها الإمارات، هي الأفضل عالمياً، وأثبتت مأمونيتها ونجاعتها في مواجهة الفيروس، وتأكد أمام الجميع، بما لا يدع مجالاً للشك، أنها الطريق الأسرع للتعافي والتخلص من تبعات هذه الجائحة.

تركيز الإمارات في المرحلة المقبلة، بعد ما حققته من نسب عالية في الفئات المستهدفة، ينصب على تطعيم الجميع، وهو هدف تسخر له الدولة كل إمكاناتها ومواردها لتكون الأسرع تعافياً وتحصيناً عالمياً.

Email