آسيا القوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعتقد أن غالبية المتابعين لمونديال قطر 2022، يعدون الحضور الآسيوي الأقوى والأكثر تأثيراً، وأنا طبعاً مع هذا الرأي، فما شهدته هذه النسخة، من توهج المنتخبات الآسيوية، من ناحية المستويات والنتائج، يعد الأبرز، فمن ناحية العدد أول مرة تشارك 6 منتخبات، استطاعت ثلاثة منها أن تصل إلى الدور 16 من المسابقة، ممثلة في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، ومن ناحية النتائج، يمكن القول إنها نتائج غير مسبوقة بالفعل، بدأها الأخضر السعودي بالفوز التاريخي المدوي على نظيره الأرجنتيني بقيادة الأسطورة ميسي، واعتبره الفوز الذي شجع بقية المنتخبات على الوقوف في وجوه الكبار.

وكذلك لا يمكن لأي متابع كروي، ألا يلتفت إلى ما فعله الساموراي الياباني أمام القوتين العالميتين، كرويا، ألمانيا وإسبانيا، وتمكنه من تسجيل انتصارين لافتين قاداه إلى صدارة مجموعته عن جدارة واستحقاق، وكذلك تأهل المنتخب الكوري الجنوبي بعد تخطيه عقبتين من العيار الثقيل بالتعادل مع أوروغواي وفوز على البرتغال، وكلاهما يملكان ما يملكان من نجوم تاريخيين يمتلكون خبرة، أوروبية وعالمية، وهو ما عدّه المراقبون انقلاباً حقيقياً في مونديال 2022، فأكبر المتفائلين من الجانب الآسيوي لم يكن يتصور أن تحقق منتخبات القارة ما حققته في المحفل العالمي بهذه الصورة وهذا التفوق والتألق.

ما سجلته القارة الصفراء في المونديال يستحق التقدير والإشادة، والأهم يستحق البناء عليه للمستقبل، فعلى الاتحاد القاري وكذلك الاتحادات الوطنية، أن تستثمر ما حدث مونديالياً، وتضع الخطط لتمكين منتخبات القارة من تطوير مستوياتها، وتعزيز روح الانتصار، التي ظهرت في قطر، لتكون سمة دائمة وملازمة في المشاركات كافة وتعميمها في كل الاستحقاقات، فمن الطبيعي أن تكون القارة ممثلة في حضور قوي ومؤثر عالمياً، فلديها كل المقومات لذلك من مال وزاد بشري وبنية تحتية ملائمة.

صافرة أخيرة..

بغض النظر عما أسفرت عنه مباراتا اليابان وكرواتيا، وكوريا الجنوبية والبرازيل، آسيا تستحق أن تكون قوية دائماً.

Email