مصر.. كل العمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

ماذا يمكنني أن أقول أكثر مما قيل ويقال كل يوم عن مصر، وعلاقة الإمارات بمصر، ماذا يمكنني أن أضيف عن علاقة بين البلدين الشقيقين، استمرت لأكثر من خمسين عاماً، علاقة مختلفة عن كل العلاقات التي تربط دولة بأخرى، فالروابط بين الإمارات ومصر، سياسياً وشعبياً، فاقت مثيلاتها من الدول، فنحن مع مصر، روابطنا ممتدة على مر العقود، ومتشعبة في أركان وزوايا حياتنا اليومية.

فمن منا لم يتتلمذ على يد مدرس مصري في مراحل التعليم الدنيا والعليا، ومن منا لم يزامل مصرياً في الدراسة، أو في العمل، لطافتهم وخفة دمهم مضرب للأمثال، فيدخلون القلوب، حتى صاروا هم الأقرب، ففي الإعلام، بمختلف أنواعه، نحن بحاجة إلى مقالات طويلة، وكلمات لا تنتهي، لتنصف من وُجدوا معنا وتركوا أثراً لا يُمحى، فمنهم تعلمنا أبجديات الصحافة، وأسس المهنية الإعلامية.

وفي الرياضة، لن تسعنا الصفحات ولا الذكريات، أن نعطيهم حقهم، ونقف عندهم، وعند ما قدموه في وضع اللبنات الأولى لتأسيس أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية، في بدايات التكوين، كانت مصر موجودة بأبنائها، مدربين ولاعبين، ففي الشأن الكروي، لا يمكن أن ينسى الرعيل الأول من لاعبينا، المدرب محمد شحته، عند وضع نواة الأبيض الإماراتي للمشاركات الرسمية، قبل ما يقارب الخمسين سنة.

كيف يمكن لأنديتنا الكروية، التي وصلت اليوم إلى ما وصلت إليه من تطور وتفوّق، ومشاركات قارية وعالمية، أن تنسى مساهمات أسماء مصرية كبيرة في انطلاقتها الأولى، من أمثال ميمي الشربيني وطه الطوخي ومحمد المنزلاوي ومحمد ريحان وعبد العزيز همامي وأحمد رفعت وصلاح أبو جريشة وطه بصري وزكي عثمان، وغيرهم الكثير ممن ساهموا تدريبياً في تهيئة لاعبينا لبدء خطواتهم في الملاعب.

وعلى مستوى اللاعبين، لا يمكن أن نمر على تاريخ الكرة الإماراتية، ولا نتذكر أسماء بحجم مشير عثمان وأشرف أبو النور وحسن جعفر، مروراً بالتوأم حسام وإبراهيم حسن وحسني عبد ربه ومحمد زيدان وشيكابالا وعمرو السوليه، وصولاً إلى حسين الشحات وأحمد رفعت.

قائمة طويلة من الأسماء المصرية، تعليمياً وفنياً وإعلامياً ورياضياً، تجعل أم الدنيا مصر، معنا طول العمر، وكل العمر.

Email