منتخباتنا إلى أين؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المعقول جداً، أن تخفق يوماً في تنفيذ فكرة أو مشروع خططت له طويلاً، وربما أيضاً يتكرر هذا الإخفاق بعد سنين عديدة، في مشروع آخر، أو فكرة ثانية، ولكن ليس من المعقول، ولا حتى من المقبول، أن تكرر الإخفاق وتفشل في كل مراحلك، وتعجز تماماً عن تصحيح الأخطاء، وتظل في مربعك الأول، بل وتتراجع إلى المربع صفر.

هذا ما هو حاصل حالياً مع منتخباتنا الكروية الوطنية، فالمنتخب الأول، كما هو، لم يتقدم إلى الأمام قيد أنملة في مشاركاته ومنافساته الرسمية، بل أصابت عدوى الإخفاق، المنتخبات التي في المراحل العمرية التي تليه، فلو أخذنا لمحة بسيطة عن مشاركات منتخبات الأولمبي والشباب والناشئين، فنجد المحصلة، لم ينجح أحد.

الأولمبي، والذي في العرف الكروي المرحلي، يعتبر رديف المنتخب الأول، ورافده الأساس، خرج من آخر احتكاكين رسميين خالي الوفاض إقليمياً وقارياً، وإذا ذهبنا لمنتخب الشباب أيضاً، بشقيه، نجد أنه كرر ذات النتائج السلبية في التصفيات الأولية لبطولات غرب آسيا وكأس العرب وكأس آسيا، وذلك في المراحل التأهيلية، وليس النهائيات.

وفي منتخب الناشئين، لن تجد جديداً، فالإخفاق تكرر قارياً وإقليمياً، في منافسات غرب آسيا وكأس آسيا وكأس العرب، وخرج أبيض من التصفيات الأولية المؤهلة، وأكثر ما يحز في النفس، ويجعل المرارة أكبر، أن الخروج كان لصالح منتخبات لا يمكن مقارنتها معنا، من حيث الإمكانات، وكنا في السابق نعتبر وجودها معنا جسر عبور مؤكد للمراحل التالية.

ما تقدم، لا يشير إلا إلى شيء واحد، وهو أن مستقبل كرتنا ضبابي وغامض، وذاهب إلى المجهول، نحن بحاجة إلى وقفة صحيحة من اتحاد كرة القدم، ولجنة المنتخبات، وخطة حقيقية، بعيداً تماماً عن المصطلحات الرنانة، التي لا تأتي بجديد، فالتجربة التي وضعتها اللجنة السابقة، بإسناد تدريب المنتخبات الثلاثة إلى مدربين أوروبيين، باءت بالفشل الذريع، فأفضل تجاربنا السابقة، والتي حققت أبهر الانتصارات في المراحل السنية، كانت بإمضاء مدربين إماراتيين، وهنا، لا أعفي الأندية من دورها المحوري، الذي يتطلب أيضاً تدخلاً إدارياً قوياً من إداراتها، وإدارة اتحاد الكرة.

Email