قيادة شابة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عودة إلى الزاوية التي نشرت أول من أمس، وأشرت فيها إلى أن الحديث عن تجديد الدماء وإحلال الجديرين من الشباب، لأخذ مناصب قيادية في المجال الرياضي، ليس من المحرمات أو المحظورات، فهذا نهج أخذ مساره الطبيعي في الكثير من مجالات العمل في الدولة، وفي أهم القطاعات، ولكن مع الأسف لا يروق هذا الحديث للبعض ممن لا يريدون التزحزح عن مقاعدهم التي تسمروا فيها لعشرات السنين، لاسيما في المجال الرياضي، مع أن كل هذه السنوات الطوال التي قضوها في مناصبهم لم تشفع لهم للبقاء فيها بإنجازات تذكر.

البعض أشار إلى أن الشباب هم من يرفضون الاستمرارية في المعترك الرياضي الإداري، أو بمصطلح آخر، هم من يهربون من هذه الأجواء التنافسية، لكن بعض الحقائق التي سمعتها من العديد ممن تحمسوا للمقالة السابقة تشير إلى عكس ذلك، فالبعض منهم أشار إلى أنه حاول أن يدخل عالم الإدارة الرياضية متسلحاً بالعلم وخبرة لا بأس بها، لكنه قوبل بتهميش متعمد حتى أحس بأنه شخص غير مرغوب فيه، ما دفعه دفعاً إلى مغادرة المكان وتطليق فكرة العمل في الرياضة تماماً.

الشواهد تشير أيضاً إلى أن هناك شباباً ولجوا المعترك الإداري الرياضي، لكنهم تعرضوا لحملة تصفية حسابات بين مسؤول جديد وآخر قديم، فوجدوا أنفسهم في معركة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل، فمنهم من ترك مكانه ومنهم من أصبح مهمشاً كي يصل إلى مرحلة الاستسلام والهروب، وعلى هذه الحال لك أن تقيس كم خسرنا من الكوادر الشابة سواء في أندية أو اتحادات بسبب عقليات مع الأسف لم تراعِ سوى مصلحتها والبقاء في مراكز السيطرة سواء بفائدة أو بدونها.

وعندما أتناول هذا الموضوع فإنني لا أعمم المسألة على كل القيادات، فهناك من القيادات القديمة التي لا تزال على رأس عملها الإداري، أعطت وتعطي الشباب فرصتها كاملة دون مناكفة وتنقيص، فباتت مناصبهم بمثابة منصب شرفي بينما العمل التنفيذي يقوده شباب يكتسب الخبرة من هذه المقامات، حتى يصلوا إلى مرحلة النضج المطلوب لتولي القيادة الرسمية.

Email