«ياس» الأحلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

إنه ليس مجرد سباق لسيارات الفورمولا واحد، وليس تنافساً بين خيرة نجوم العالم في هذه الرياضة فقط، وليست مجرد جولة من جولات مونديال سيارات السرعة، إنه أكثر من ذلك بكثير، إنه كرنفال شهد احتفاءً متبادلاً بين العالم وعاصمتنا الحصن أبوظبي، احتفاءً مشتركاً بين الحلبة الأروع والجزيرة الأجمل ياس، وبين الوفود العالمية الرسمية والشعبية والرياضية التي تهافتت للتواجد في دولة الإمارات العربية المتحدة لحضور جائزة الاتحاد للطيران الكبرى الجولة الختامية لبطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد للموسم 2018.

عام إثر عام وحلبة الأحلام ياس تأكد، أن فكرة إنشائها لم تكن من أجل التنافس الرياضي وهدير المحركات، بل إنها جاءت لكي تكمل ما أراده الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في أن تكون الدولة وعاصمتها الحصن أبوظبي ملتقى لكل الثقافات وأرضاً للإنجازات ودافعاً للتطور والازدهار على مختلف الأصعدة والمجالات.

من تابع التطور اللافت للجولات التي تستضيفها حلبة ياس من النسخة الأولى وحتى نسخة الأمس يلمس الجهد المبذول من أجل أن تنال مركزاً مرموقاً بين الحلبات التي تستضيف بطولة العالم، فبالرغم من الفارق الزمني بين تلك الحلبات وحلبة ياس، إلا أن حلبتنا الوطنية استطاعت في ظرف سنوات بسيطة أن تكسب احترام العالم وتنال رضى المنظمين والمتسابقين والفرق المشاركة، فليس بالأمر السهل أن تسجل هذا التميز الباهر، وتكون من ضمن أفضل الجولات العالمية على الإطلاق إلا إذا كنت تمتلك مقومات ليست عادية، وتقف على أرض صلبة، وتجمع بين يديك أوراقاً ناجحة بمعنى الكلمة تضم الكم والكيف، والعدد والعدة في العنصرين البشري والمادي، لذا تحقق الحلم على أرض الأحلام، وباتت حلبة ياس الأبرز في كل شيء.

النجاح الجديد الذي تحقق لهذه النسخة في عام زايد؛ جاء ليضاعف من إنجازات دولتنا الحبيبة على مختلف الأصعدة، وكم كان جميلاً أن تشهد كبريات الصحف الدولية بهذا التميز، وتسطر أجمل الكلمات مدحاً في أبوظبي العاصمة إمارات الدولة، وهذا لم يأتِ من فراغ، بل جاء تأكيداً على أن غرس زايد الخير بات ثمراً يانعاً تغنى به البعيد والغريب، وهنا تكون الشهادة أكبر تأثيراً وأكثر صدقاً.

صافرة أخيرة..

من الفورمولا إلى مونديال الأندية مروراً بكأس آسيا وصولاً إلى الأولمبياد الخاص.. أبوظبي إنها ليست عاصمة الرياضة فقط، إنها الرياضة كلها.

Email