ما يستحقه الوصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

سبق لي أن أشرت في هذه الزاوية إلى أهمية الجمهور في كل لعبة ولدى كل نادٍ أو منتخب، فلا يمكن أن نتخيل مباراة أو نشاطاً رياضياً من دون جماهير تساند وتؤازر ممارسي هذه اللعبة أو الرياضة، ولا يمكن أن نتصوّر وجود نادٍ أو منتخب وطني وحيداً من دون احتشاد مناصرين يقفون خلفه ومعه في مختلف الظروف، سداً وسنداً في الأفراح والأتراح، فمن حسن ظن أي إدارة أن تجد نفسها تمارس عملها الإداري داخل كيان جماهيري، فهذا بمنزلة نصف الطريق إلى التقدم وتحقيق الانتصارات.

نادي الوصل من تلك الأندية الجماهيرية التي لا يختلف اثنان على دورها المؤثر، بل يمكن القول إن سرّ بقاء الوصل في مصافّ الأندية المحترفة وجود هذه الجماهير الوفية خلف ناديها وفريقها الكروي، على الرغم ممّا مرّ ويمرّ به من ظروف في حقبة الاحتراف تحديداً، ولا يخفى على أحد أيضاً أن الاختلافات بين الجماهير وإدارات الأندية ليست حكراً على الوصلاوية وناديهم، بل هي أمور يتعرّض لها أي نادٍ صعوداً وهبوطاً بحكم النتائج المسجلة، وتسير علاقات الإدارات بجماهيرها حسب طريقة التعامل البشري ووسيلة الاحتواء والاحتضان، لذا كنت أتمنى أن يستغل سعادة راشد بالهول، رئيس مجلس إدارة نادي الوصل، المساحة التي أتيحت له في ظهوره الثاني خلال ستة أشهر مع الاتحاد الرياضي، وأن يردم الهوة الحاصلة بينه وبين جماهير ناديه، لا أن يزيدها اتساعاً ويقطع المزيد من خيوط التواصل معهم.

الكثيرون من محبي الوصل توقعوا أن يكون الظهور الإعلامي لرئيس مجلس الإدارة، خاصة في هذا التوقيت، بارقة أمل في جمع كل عشاق الفهود، في سبيل إعادة الهدوء إلى النادي، ثم وضع الحلول العاجلة لاستعادة الصورة الحقيقية لفريق كان قاب قوسين أو أدنى من انتزاع لقب على الأقل من ثلاثة ألقاب نافس فيها الموسم المنصرم، الجمهور الوصلاوي كان يمنّي النفس بسماع رئيس مجلس إدارة ناديهم وهو يفتح قلبه قبل مكاتب النادي، ليكونوا صفاً واحداً في مواجهة التحديات التي يتعرّض لها الفريق هذا الموسم، حتى إن كانت هناك خلافات، فطُرق حلها أسهل بكثير من التصعيد الذي لمسناه، والذي في النهاية، من وجهة نظري، سيدفع ثمنه الفريق، وحتماً إدارة النادي.

صافرة أخيرة..

لن أتناول ما جاء في ثنايا الحوار، فجمهور الوصل تطرّق إلى كل جزئياته، المهم البحث عمّا يستحقه الوصل ككيان مستقبلاً.

 

Email