الأبيض بمن حضر

ت + ت - الحجم الطبيعي

حقيقة لا أرى سبباً واحداً لتلك الحالة من التشاؤم، التي تنتاب الشارع الرياضي الإماراتي حالياً، عقب إصابة لاعب منتخبنا الوطني «عموري» في مباراة فريقه الهلال السعودي قبل عدة أيام، في عالم كرة القدم ومنافسات الساحرة المستديرة الجميع يعرف أن الفريق يتكون من 11 لاعباً، هم من يحققون الفوز وينثرون الفرحة أو العكس، شخصياً أرى أن الأمر تعدى حدود اللامعقول، نعم عموري لاعب فذ وصاحب موهبة لا يختلف عليها اثنان، وغيابه عن البطولة أو عدم جاهزيته الكاملة سيكون مؤثراً بالتأكيد، لكن ما يحدث حولنا في هذه الأيام أمر غير مقبول على الإطلاق، الأبيض أو أي منتخب في العالم لا يقف على أي لاعب مهما كان اسمه ومكانته وموهبته الفذة، وإذا غاب عموري لا قدر الله عن آسيا 2019 على أرضنا وبين جماهيرنا.. فهناك آخرون قادرون على ملء الفراغ.

أقولها، لمصلحة من نشيع حالة الإحباط ونتحدث وكأن غياب عموري أو فقدانه للجهوزية الكاملة تعني غياب حظوظ الأبيض في المحفل الآسيوي، وأن حظوظ الأبيض تتضاءل ولن يقترب من اللقب الذي حلمنا به طويلاً، غاب عموري عن العين وفاز الزعيم، واستمر يحصد النقاط ولم يغادر القمة، وبقي كعادته كبيراً بين الكبار، لمصلحة من نقول للاعبينا وأبنائنا الآخرين إننا لا نراكم قادرين على الرهان ولن تصنعوا الفارق، وستكون ثقتنا بكم محل شك، بصراحة هذا الأمر لا وجود له، لأن أي لاعب في قائمة الأبيض إذا تزين وتشرّف جسده بقميص منتخبنا الغالي وردّد «عيشي بلادي» سيكون محل ثقة وقادراً على صناعة الفارق أينما وجد، وأينما كانت الملاعب والميادين، أي لاعب من بلاد زايد قادر على أن يحقق حلم الرقم واحد كما تعلمنا من قادتنا، حتى لو وقفت ضده الظروف أو تعرض للمصاعب.

منتخبنا ليس عموري فقط، الأبيض بمن حضر، النجوم بالفعل قادرة على التميز وصنع الفارق في المواجهات الصعبة، لكن في المقابل هناك آخرون ينتظرون الفرصة ولحظات الحسم وكتابة تاريخ، البطولة على أرضنا وبين جماهيرنا، وستكون النجوم في تلك الليالي إماراتية وبامتياز، وأثق أن الله لن يخذلنا، وسيسعد قلوب جماهيرنا الوفية العاشقة للأبيض الإماراتي.

دعونا نبث الأمل في نفوس كل اللاعبين أولاً بإمكانية عودة عموري بكل ألقه في الموعد الآسيوي، وثانياً بأنهم على قدر التحديات، سواء شارك عمر عبدالرحمن معهم في القائمة النهائية أم لم يشارك، فهم يلعبون ضمن فريق مكون من 11 لاعباً، الواحد منهم يلعب للكل وليس العكس.

صافرة أخيرة..

الموهبة تجعلك تفوز بالألعاب، ولكن العمل الجماعي يجعلنا نحصد البطولات.

Email